وأنقذ فردريك الألزاس بغزو بوهيميا، فإن الجيش النمساوي المجري ترك الألزاس لإنقاذ براج. وأنضم لويس، وهو لا يزال ضعيفاً إلى جيشه المتقدم نحو ألمانيا، ورآه يستولي على فريبورج-أم بريسجو. وفي نوفمبر عاد الملك إلى فرساي، وأعاد مدام دي شاتورو إلى سابق حظوتها ومكانتها، ونفي أسقف سواسون. ولكن في ٨ ديسمبر، وبعد أن عانت من الحمى والهذيان لعد أيام، قضت الخليلة نحبها. ودفنت في ظلام الليل، تفادياً لامتهان الجمهور لرفاتها. واستاء الملك من رجال الدين فامتنع عن تناول الأسرار المقدسة في عيد الميلاد، وظل يترقب غراماً جديداً.
ونسيت الأمة لبعض الوقت خطايا "المحبوب جداً" وسط انتصارات جيشه، وكان قائد ألماني بروتستانتي هو بطل فرنسا. ذلك أن موريس دي ساكس كان ابن أوغسطس القوي ناخب مكسونيا وملك بولندة. وكانت أمه هي الكونتيس ماريا أورورا فون كونجز مارك التي اشتهرت بين محظيات الملك بالجمال والذكاء إلى حد أطلق معه فولتير عليها "أنها أشهر امرأة على مدى قرنين من الزمان"(٩٩). وفي سن الثانية عشرة تزوج موريس من جرهانا فكتوريا، كونتيس فون لوين، وكانت سيئة الخلق مثل أبيه. وبدد ثروتها واستنكر دعارتها وفجورها وطلقها (١٧٢١). وبعد أن أظهر شجاعته في حملات كثيرة قصد باريس لدراسة الرياضيات. وفي ١٧٢٠ حصل على منصب في الجيش الفرنسي. وبعد أن نجا من كل محاولات زوجته لقتله بالسم، عثر على خليلة مخلصة في شخص أدريين لكوفرير التي برزت مكانتها في الكوميدي فرانسيز آنذاك (١٧٢١). وفي ١٧٢٥ غادر فرنسا ليؤسس له مملكة في كورلند (جزء من لتفيا الحالية). أما الممثلة العظيمة، فإنها على الرغم من حزنها الشديد على فقد حبيبها، منحته، عوناً على تنفيذ مشروعه، كل ما لديها من فضة وحلي ومصوغات، قيمتها أربعون ألف جنيه. وبهذا المبلغ، بالإضافة إلى سبعة آلاف طالير (عملة فضية ألمانية قديمة) من والدته، قصد إلى كورلند، وانتخب لعرش الدوقية (١٧٢٦). ولكن كاترين