أو قطرات من الدموع أو أقمار أو نيازك أو نجوم، ويمكن أن يكون للسيدة العظيمة سبع أو ثمان من هذه اللصوق على جبهتها، وصدغيها وقرب عينيها وعلى جوانب الفم. وكانت تحمل صندوقاً للصوق فيه شامات إضافية تعوض بها ما قد يتساقط منها. وكانت المائدة في حجرة ملابس السيدة الغنية تتألق بالأدوات والمواد اللازمة لها-صناديق من الذهب والفضة أو الحجر اللازوردي، مخصصة لحفظ أدوات الزينة. وتلألأت الجواهر الثمينة على الذراعين والرقبة والأذنين والشعر. وكان يسمح للرجال ذوي الحظوة بالدخول إلى حجرة ملابس السيدة ميلادي ليجاذبوها أطراف الحديث، بنما كانت وصيفاتها تقمن بإعدادها لبرنامج اليوم. وكان الرجال في الطبقة الأرستقراطية عبيداً للنساء كما استعبدوا للزي السائد للنساء، أما الزي فيحدده مصممو ملابس النساء. وبعد ١٧٠٤ أعرضت فرنسا عن محاولات تحديد الزي او الملابس، عن طريق قوانين ضبط الإنفاق. واتبعت أوربا الغربية بصفة عامة أزياء فرنسا، ولكن كانت هناك أيضاً موجة معاكسة فإن زواج لويس الخامس عشر من ماري لزكزنسكا أتى بطرز بولندية وأدخلت الحرب ضد النمسا والمجر أزياء مجرية، وعمل زواج الدوفين من الأميرة الإسبانية ماريا تريزا رافاييلا على انتشار "الطرحة" في فرنسا من جديد.
ولم تكن وجبات الطعام منمقة مزخرفة مثل الثياب، ولكنها تطلبت علماً دقيقاً متنوعاً، كما تطلبت فناً رقيقاً. وكان المطبخ بالفعل النموذج الذي يحتذى في العالم المسيحي ومكمن الخطر فيه. وفي ١٧٤٩ حذر فولتير قومه من أن وجبات الطعام الثقيلة التي يتناولونها "قد تصيب آخر الأمر أذهانهم بالتبلد"(٢٩). وضرب مثلاً طيباً للغذاء البسيط وسلامة العقل والفطنة. وكلما ارتقت الطبقة، ازداد ما تتناول من طعام. وعلى هذا كانت وجبة العشاء على مائدة لويس الخامس عشر تتكون من حساء، وشواء من لحم تتكون من حساء، وشاء من لحم البقر، وطبق من لحم العجل، وبعض الدجاج، والحجل والحمام، ثم الفاكهة الطازجة والفاكهة المحفوظة (٣٠) ويقول فولتير "كان نفر قليل من الفلاحين يذوقون طعم اللحم لأكثر من مرة واحدة في الشهر"(٣١).