بسيطة: سترة و "بنطلون" قصير من قماش عادي قاتم، وجوارب صوفية سوداء أو رمادية، وأحذية ذات نعال سميكة وكعوب وطيئة. وارتدى الحرفيون وخدم المنازل الأردية التي كان الأغنياء ينبذونها. وتذمر ميرابو الأكبر من انه لا يستطيع التمييز بين الحداد واللورد!
وظلت السيدات تتمتعن بحرية أرجلهن داخل الرحاب الفسيح لتنوراتهن ذات الأطواق الموسعة. وشجب رجال الدين النساء اللائي ارتدين مثل هذه التنورات "بأنهن إناث قردة أو أعوان الشيطان" ولكن النساء أحببنها لأنها تضفي عليهن جلالاً حتى ولو كن حبالى. وتروي مدام دي كريكي "أنها لم تستطع أن تهمس أذن مدام دي اجمونت لأن التنورة ذات الأطواق الموسعة حالت دون اقتراب الواحدة منهما من الأخرى"(٢٨) أما حذاء السيدة ميلادي "ذو الكعب العالي المصنوع من جلد ملون والمرصع بتطريزات من الذهب والفضة-فقد أضفى على قدميها فتنة تسلب الألباب إذا لم يراهما أحد. وارتقى صانع حذائها إلى مصاف البرجوازية العليا بسبب إبداعه في فنه، وكم من قصة حب كتبت عن قدم جميلة، وهي عادة حذاء جميل وكان مثيراً إلى مثل هذا الحد تقريباً، ذلك "الخف" المزين برسوم الأزهار، الذي لا نعل له، والذي كانت تلبسه ميلادي في البيت. وكانت مقيدة أيضاً الأهداب والحواشي والمراوح والملابس التحتية المزخرفة التي كانت تجذب عين الرجل الزائغة أو تخفي جسم المرأة الحائرة في كل ناحية. وكان مشد الخصر والردفين (الكورسيه) المصنوع من عظام فك الحوت يساعد على تشكيل هذا الجسم في القوام الأنيق الذي يقتضيه العصر ويلائم المكانة الاجتماعية. وبرز جزء معقول من الصدر ليشهد بالامتلاء المناسب المريح. وكان الحلاقون وضيعين بسطاء. ولم تظهر تسريحة الشعر العالية إلا في ١٧٦٣. وعالجت مستحضرات التجميل والتطرية لليدين والذراعين والوجه والشعر. وتخلف الرجال قليلاً عن النساء في استخدام العطور. وكان وجه السيدة ينقش ويطلى بالمساحيق، وتوضع عليه بطريقة بارعة لصوق تجميلية أو شامات من الحرير الأسود مقطعة على شكل قلوب