المطولة المبنية على رواية الإنجيل لآلام المسيح في ألمانيا على عهد باخ.
وكانت الموسيقى الفرنسية في عصر انتقال من الشكل التقليدي إلى زخرفة الباروك، إلى رقة الروكوكو، ومن الطباق المعقد ذي الألفاظ المشوهة للحن، إلى ألحان سلسة متدفقة وأفكار رئيسية رقيقة تتلاءم مع الطبيعة الفرنسية. واستمر مؤلفو الموسيقى يخرجون أغاني الغزل أو الهجاء أو أغاني حزينة تتحدى الفتيات، وتتحدى الملوك، وتستنكر العزوبة والتواني. وامتدت رعاية الموسيقى من الملوك الذين يتطلبون العظمة والجلال إلى رجال المال الذين يدافعون عن حظوظهم مع الفرق الموسيقية والمسرحيات والشعر مما يستأثر به القلة من ذوي الجاه والنفوذ. وأخرجت أوبرا روسو "الموزيات الأنيقات"(إلهات تسع تحمين الشعر والغناء في الأساطير اليونانية) Les Muses Galantes في بيت الملتزم العام بوبلنيير. وكان لبعض الأغنياء فرق موسيقية خاصة بهم. وكانت العروض أو الحفلات المفتوحة للجمهور مقابل رسم دخول، تقدمها بانتظام في باريس "فرق الموسيقى الروحية" التي أنشئت ١٧٢٥ وتبعتها في ذلك سائر المدن. وقدمت الأوبرا في باليه رويال" في وقت متأخر بعد الظهر عادة، حتى إذا انتهت في الثامنة والنصف مساء، قصد المتفرجون للتنزه في حدائق التويلري، وأطربهم المغنون والعازفون في الهواء الطلق. وكان هذا واحداً من المظاهر الفاتنة في الحياة في باريس.
وإنا لندرك من مطالعة كتاب ديدرو "ابن أخي رامو" كم من الملحنين والموسيقيين البارعين أقبل الناس عليهم إقبالاً شديداً في هاتيك الأيام، على حين جر عليهم النسيان اليوم ذيوله. وثمة ملحن فرنسي واحد من تلك الحقبة خلف لنا أعمالاً لا تزال تتشبث بالحياة. إن جين فيليب رامو أولع أيما ولع بالموسيقى. وكان أبوه عازف الأرغن في كنيسة سانت اتيين في ديجون. ويؤكد لنا كتاب السير المتحمسون أن جين استطاع في سن السابعة أن يقرأ أية موسيقى توضع أمامه بمجرد زقزق نظره عليها. وفي الكلية استغرق كل جهده في الموسيقى إلى حد أن الآباء اليسوعيين فصلوه، وبعد ذلك