وفي ١٧٣٣ قدم له الراهب بللجرين أوبرا "هبوليريت وأريسيمي" المبنية على رواية راسين "فدر" ولكن الراهب حصل من رامو على صك بمبلغ خمسمائة جنيه ضماناً في حالة سقوط الأوبرا. ولما مثلت على سبيل التجربة ابتهج الراهب بموسيقاها أيما ابتهاج، إلى حد أنه مزق الصك في نهاية الفصل الأول. ولما مثلت أمام الجمهور في أكاديمية الموسيقى أدهشت المتفرجين بخروجها الجريء عن الأنماط التي كانت قد أصبحت تقاليد مقدسة منذ عهد للي. واعترض النقاد على ما أتى به رامو من إيقاعات جديدة غريبة، وتغييرات مبتدعة في طبقة الصوت وتعقيدات في التوزيع الموسيقي بل أن الفرقة الموسيقية نفسها كرهت الموسيقى. وفكر رامو لبعض الوقت في التخلي عن محاولاته في مجال الأوبرا ولكن محاولاته الثانية Les Indes Galantes (١٧٣٥) حظيت بإعجاب المتفرجين بتدفق ألحانها المنسقة، أما أوبرا Castor Et Polluy ١٧٣٧ فكانت من أروع الانتصارات في تاريخ الأوبرا الفرنسية.
وأفسده النجاح، وتفاخر بأنه في مقدوره أن يحول أي نص إلى أوبرا جيدة وأن ينقل صحيفة أي جريدة إلى موسيقى. وأنتج (٣٦) سلسلة طويلة من الأوبرات غير الهامة. ولما ضاق مديرو أكاديمية الموسيقى ذرعاً به انصرف إلى تأليف قطع للبيان القيثاري والكمان والفلوت. وأخذ لويس الخامس عشر-أو بالأحرى مدام بمبادور-بيده، باستخدامه في كتابة موسيقى رواية فولتير "أميرة نافار"، التي لقيت في فرساي نجاحاً أعاد له مكانته (١٧٤٥) ونال رضا الأكاديمية من جديد، وكتب مزيداً من روايات الأوبرا. ومذ ألفت باريس أسلوبه فإنها نسيت للي، ونادت برامو ملكاً على دنيا الموسيقى بلا منازع.
وفي ١٧٥٢ وجد نفسه يواجه تحدياً جديداً. ذلك أن بعض الفنانين العازفين والملحنين كانوا قد قدموا من إيطاليا. ومن ثم بدأت حرب صاخبة بين الموسيقى الفرنسية والموسيقى الإيطالية التي بلغت ذروتها في السبعينات بالموسيقار بتشيني ينافس جلك Gluck. وفي دار الأوبرا في باريس قدمت