مثل هذا الجمهور المتحمس، أو مثل هذه الرعاية على نطاق واسع. ويأت الرسام الآن يوجه نشاطه إلى العالم بأسره.
أ - في حجرة الانتظار
ارتفع عدد كبير من الرسامين إلى قمة المجد في تلك الحقبة، حتى أنه ليشق علينا هنا مجرد ذكرهم، ولسوف نعرض في تفصيل أكثر لبوشيه وشاردان ولاتور، ولكن هناك من قد يزعجهم إغفالنا ذكرهم.
فهناك الرسام المبرز جان فرنسوا دي تروي، ولكنه كانت تعوزه الحيوية، وكان رسمياً إلى درجة لا يصلح معها أن يكون عظيماً. وأحبه الجميع، ووافق إلى حد مبير على أن يستخدم ملامح وجهه وكأنها ملامح وجه السيد المسيح "آلام المسيح في البستان (٩) " ووجد في إغراء السيدات لذة أكثر منها في رسمهن، وترك وراءه كثيراً من القلوب الكسيرة المحطمة والأعمال المشوهة، وزخرف فرنسوا ليمويين (ويجب ألا تخلط بينه وبين المثال جان بابتست) عقد قاعة هركيول في قصر فرساي بنحو ١٤٢ شكلاً ضخماً، ونقل إلى تلميذه بوشيه فن إحلال اللون الوردي الذي تؤثره مدام دي بمبادور محل اللون الأسمر المائل للحمرة في لوحات رامبرانت واستبق شارل أنطوان كوبيل، وهو ابن وحفيد لرسامين، شاردان في رسم مشاهد الحياة اليومية وأحداثها، وقد التقينا به رساماً للوصي، وفي ١٧٤٧ أصبح الرسام الأول للملك لويس الخامس عشر.
وقد سر فردريك الأكبر باقتناء لوحته "سيدة أمام المرآة" لقصر سان سوسي، ولا يزال اللوفر يعرض لوحته "الحب والأميرة فاتنة الجمال التي أحبها كيوبيد" من نسيج الجوبلان المنقوش، وهي تركيب نفيس من طبيعة بشرية وقماش.
وحظي جان مارك ناتيير بشعبية ورواج في رسم الأشخاص لأنه عرف، عن طريق الوضعة (كيف يكون وضع المرء أمام الرسام) واللون وحركة الضوء، كيف يخلص الجالسين أمامه من العيوب أو التشويهات التي أصابتهن بفعل الوراثة أو أحداث الحياة، حتى أن كل السيدات اللاتي