الصينية" ١٧٥٤. ولم يكن به ميل شديد إلى المناظر الطبيعية، لأنه كان سفير أفروديت إلهة الحب والجمال إلى اللوفر، ومع ذلك احتفظ بشخصياته البشرية في الغابات والحقول، بجوار المياه الفوارة والأطلال الظليلة وتحت السحب البيضاء في السماء الزرقاء، وشمس دافئة تغري بحرارة الدم وتطريها. وربما ظن المرء أن مشاهد الحياة اليومية لا تلائمه، ومع ذلك رسم لوحة "منظر أسرة" وأبرز-وكأنما أراد أن يحرر نفسه من عبودية الجمال-فناء المزرعة وحظيرة الماشية وبرج الحمام، وعربية اليد، والأنقاض في الفناء الخلفي، والحمير ترزح تحت أحمال من الأوعية والآنية التي تحدث قعقعة. واستكمالاً لذخيرته أصبح أعظم مصمم لرسوم النسيج في هذا القرن.
وفي ١٧٣٦ دعاه أودري إلى مدينة بوفيه ليضع تصميمات للنساجين هناك حيث بدأ بأربعة عشر رسماً لمناظر قروية إيطالية (٢٢). وقد لاقت هذه الرسوم نجاحاً كبيراً إلى حد أنها نسجت اثنتا عشرة مرة على الأقل قبل وفاته. ثم انتقل إلى موضوع أكثر نموذجية "قصة الأميرة الفاتنة"-خمس استار تعلق على الجدران، شكلتها مدام بوشيه، وهي من التحف الرائعة في فن القرن الثامن عشر. وتوج أعماله بست قطع من النسيج المزدان بالرسوم والنقش أطلق عليها "الحياة الريفية الكريمة" (٢٣) إحداهما وهي "صائد الطير" تمثل حبيبين فاتنين من أروع ما أخرج من حرير والصوف. وشكا النقاد من أنه بسبب أودري وبوشيه أصبح النسيج المزدان بالنقوش أقرب شبهاً باللوجات الزيتية، وأنه فقد خصائصه المميزة. ولم يأبه لويس الخامس عشر بهذا كثيراً، لأنه عندما توفي أودري (١٧٥٥) رقى بوشيه إلى رئيس مصانع الجوبلان.
وفي الوقت نفسه حظي الفنان المنتصر الظافر برعاية بمبادور المتقدة حماسة وغيرة. فزخرف لها قصر "المنظر الجميل" وصمم أثاثه. وللمسرح الذي سعت به إلى الترفيه والتسرية عن الملك رسم المناظر وابتكر الملابس ورسم لها عدة لوحات آية في الجمال الأخاذ والرقة يحار الناظرون إليها في الحكم عليها. وإن الاتهام بأن بوشيه لم يصل قط إلى ما وراء الجسد قد