عليه "كربيون المرح" تمييزاً له عن أبيه "كربيون المكتئب"(الذي قال عن ابنه إنه أسوأ إنتاجه الكبير). نشأ كلود بروسبر جولبوت دي كربيون في باريس في عصر الوصاية الذي رجحت أخلاقه التعليم الجزويتي الذي تلقاه كلود، ولعدة سنين شارك أباه سكنه فوق السطح وغربانه وكلابه وقططه. وفي ١٧٣٤ وهو في سن السابعة والعشرين اشتهرت قصته "المنزلق على السطح". ومن الجائز أن يكون هذا لقب كل أبطاله وعنوان كل كتبه، لأن الحب فيها-كما قال شامفورت-هو مجرد "ملامسة سطحين"(١٥). ووقعت أحداث القصة في اليابان، ولكنها كانت نقداً لاذعاً أو هجاءً صريحاً للكنيسة والدولة في فرنسا، وللدوقة دي مين الصغيرة (الفتاة الجميلة)، إلى حد أن الكاردينال فليري أبعد الكاتب-كلود كربيون-عن باريس لمدة خمس سنوات.
ولما عاد المؤلف أصدر في ١٧٤٠ أسوأ رواياته سمعة "الأريكة"، وقد أبعد من أجلها ولكن لمدة أقصر. ووقعت الأحداث في "أجرا" ولكن الأخلاقيات كانت باريسية. إن السلطان تولاه الضجر والسأم، ويريد قصصاً يسري عنه. ويتفضل رجل الحاشية الشاب أمانزي، فيرى كيف أنه تجسد فيما مضى من الزمان على هيئة أريكة، ويعود بذاكرته إلى بعض الخطايا التي ابتلى بها زنيرك الأريكة. وتعاقبت أحداث الزنى في تفصيل متزايد. ووجد كربيون متعة بالغة في قصته ( Almohid and Mochles) وهما بعد أن أطنيا في التفاخر بعفتهما وطهارتهما، يعترفان بأن أفكارهما غير عفيفة مثل سلوك سائر البشر، ويخلصان إلى أنه لا يمكن أن يكون في الفعل إثم أكبر منه في التفكير، ومن ثم فانهما يوائمان بين الفعل والقول. وتلك، على أية حال، استثنائية. فان نساء كربيون يتطلبون عادة جزاء (عملاً) مالياً عن أقوالهن، ومن ثم أحصت "أميناً" بعناية ما حصلت عليه من مال، ولم تستجب لرغبة حبيبتها إلا بعد أن تأكدت كل التأكد إنه لم يخطئ في العملية الحسابية. (١١)
ولقي الكاتب ما كان مقدراً له من نجاح. ووجد قراء في عدة لغات