أسرفت كلها في تصرفات شاذة. واعترف لورنس ستيرن بأنه تأثر بقصص كربيون. وفضلها هوراس وولبول على قصص فليدنج. وكان مفهوم الرجل الفاضل العفيف توماس جراي عن الجنة والنعيم "أن يقرأ إلى الأبد قصصاً جديدة من تأليف ماتريفو وكربيون"(١٧). وجاءت من إنجلترا على عجل السيدة هنريتا ستافورد، وأصبحت خليلة كربيون، وأم ولده، ثم زوجته ويروون أنه جعل من نفسه زوجاً مثالياً لها (١٨). وفي ١٧٥٢ انضم إلى الكسيس بيرون زشارل كوللي في تأسيس "الكاف-الكهف، وهو ناد للموهوبين المرحين الذين اشتهروا بالبعد في الوقار والمزاح. وفي ١٧٥٩ عين "بدليل الخلف" رقيباً ملكياً على الأدب. ولما توفي والده في ١٧٦٢، بعد أن أبطأ به الموت إلى حد مثير، ورث ابنه معاشه. "والأمور بخواتيمها".
وفقدت كتب كربيون شعبيتها قبل وفاته بزمن طويل. ولكن في الوقت نفسه كان أحد رجال الدين العلماء المثقفين قد كتب قصة لا تزال حية مؤثرة إلى يومنا هذا. وكانت حياة أنطوان فرنسوا بريفوست دي أجزيل، المعروف باسم الراهب بريفوست، متعددة الألوان مرهقة مثل سير الحياة التي أبدعها قلمه. إنه ولد في أرتوا في ١٦٩٧، وتعلم في مدارس اليسوعيين، ثم أصبح راهباً مبتدئاً في طائفة اليسوعيين (١٧١٣)، وتركهم ليلتحق بالجيش، وارتقى إلى رتبة ضابط، ووقع في شراك الحب، وخاب فيه أمله وتحطم قلبه، وأصبح راهباً بندكتياً (١٧١٩)، ثم قسيساً ١٧٢٦، وقد بعث على الدهشة والعجب أن نقول إنه منذ ذلك الوقت اعتمد في حياته كل الاعتماد على قلمه.
وكان بريفوست، حتى قبل أن يهجر حياة الدير، قد كتب قصة رومانسية "مذكرات ومغامرات رجل ذي حيثية"، نشرت الأجزاء الأربعة الأولى منها ١٧٢٨ في باريس، وبعد عام قضاه في إنجلترا قصد إلى هولندة، وفي ١٧٣٠ بدأ ينشر قصة ثانية "الفيلسوف الإنجليزي، أو تاريخ مستر كليفلند، الابن الطبيعي لكروامول "وهي من أوائل القصص التاريخية،