فلسفي). فيقرضون أسس الأخلاق ويضعفون روابط المجتمع … والنتيجة المؤسفة لهذا على قرائهم، هي أن يصبح الشباب مواطنين سيئين ومجرمين مخزين، وأن ينتاب الشقاء الذين يتقدم بهم العمر (٣٢).
وكان جريم المراسل الباريسي للشخصيات الأجنبية وواحداً من كثير ممن استاءوا من هذا التشهير الرقيق بالفلسفة، الصادر من رجل نهل من منابع كثيرة "إذا كان المرء مجرداً من الشعور فاسد الذوق، فليس له أن يتحدث عن الأخلاق ولا عن الفنون (٣٣). ولكن جريم كان يزاحم ديكلوس في الظفر بالحظوة لدى مدام دي ابيناي، وإن مذكرات هذه السيدة الرقيقة لنصور ديكلوس فظاً مستبداً إذا تمكن، شديد التهور إذا غلب على أمره. ولكن جريم هو الذي أعد هذه المذكرات للنشر. وإذا كان لنا أن نصدق هذه الصفحات العتيقة الباكية فإن مدام ابيناي طردت من بيتها هذا العربيد الخائن. وهام رجل الأكاديمية العلامة على وجهه بحثاً عن مضاجع وأراض أخرى، وأخيراً رحل عن هذا العالم وهو في السابعة والستين.
وكان لوك دي كلابيير مركيز دي فوفينارج أجدر بالحب. وفي سن الثامنة عشرة التحق بالجيش ثملاً يحب بلوتارك وبالطموح إلى ارتقاء مدارج المجد في خدمة الملك. واشترك في مغامرة الماريشال دي بل أيل المنكوبة في حملة بوهيما ١٧٤١ - ١٧٤٣. وفي الانسحاب المهلك من براغ تجمدت رجلاه، وحارب في دتنجن ١٧٤٣. ولكن اعتلت صحته إلى حد إنه ترك الجيش بعدها. وسعى إلى الحصول على منصب دبلوماسي، وكاد أن يظفر ببغيته بفضل مساعدة فولتير لولا أن مرض الجدري شوه وجهه. وبدأ بعده يضعف، وانتابه سعال مزمن قتال أقعده عن ممارسة أي عمل.
وأصبحت الكتب عزاءه، وشغله الشاغل. وكان يقول "فوق كل شيء، إن أحسن الأشياء هي أكثرها شيوعاً، فإنك تستطيع أن تشتري ذهن فولتير مقابل كراون واحد" (٣٤) وحذر من الحكم على الكتب بثقل وزنها، فإن خير المؤلفين قد يتحدثون أكثر مما ينبغي وكثير منهم غامضون