للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

منهم من أجله، وفي نفس الوقت، كما أنهم هم أنفسهم يسخرون، في لحظة تالية من سادتهم ويهجونهم هجاء لاذعاً (١٢٣).

ووجد فولتير الجواب:

إنه الانقباض أو الاكتتاب، وهو عكس ما يرددونه في كثير من الإستشهادات والحكم والمثال، ولكنه دائماً الحقيقة تقريباً … "فالناس في المناطق الحارة جبناء مثل العجائز، أما في المناخ البارد فهم شجعان مثل الشبان". "إننا يجدر بنا أن نكون على حذر من أن بعض القضايا العامة. تفلت منا، وما كان في مقدور أحد أن يجعل من سكان لابلند أو الأسكيمو محاربين على حين أن العرب فتحوا في ثمانين عاماً من الأقاليم ما فاق فتوحات الإمبراطورية الرومانية بأسرها (١٢٤).

ثم يمتدح فولتير "روح القوانين" فيقول: "بعد أن أقنعنا أنفسنا على هذا النحو بأن الأخطاء كثيرة في، "روح القوانين … " وأن هذا العمل ينقصه النهج، كما تعوزه خطة العمل والنظام، فقد يليق بنا أن نتساءل ما الذي أضاف عليه هذه القيمة الكبيرة، وأدى إلى شهرته العظيمة. إنه في المقام الأول مكتوب بذكاء عظيم، على حين أن من ألفوا في هذا الموضوع كانت كتاباتهم مملة تبعث على السأم والضجر. وعلى هذا الأساس رأت إحدى السيدات (مدام دي ديفان) وهي تتمتع بذكاء مثل ذكاء مونتسكيو أن الكتاب هو "الذكاء في القوانين"، وهو أصح تعريف له. وثمة سبب أقوى وهو أن الكتاب يعرض وجهات نظر أو آراء عظيمة ويهاجم الطغيان والخرافة والضرائب الفادحة … إن مونتسكيو كاد أن يكون على خلاف مع العلماء لأنه ليس عالماً، ولكنه كان دائماً على حق تقريباً ضد المتعصبين ومتعهدي الرقيق. أن أوربا مدينة له بالشكر والامتنان على الدوام (١٢٥).

وأضاف في موضع آخر: "إن الإنسانية كانت قد ضيعت أعمالها المجيدة (من أجل الحرية) واستردها مونتسكيو (١٢٦).

واتفق النقد المتأخر مع فولتير إلى حد كبير على حين اعترض على