مبالغاته (١٢٧). حقاً إن أسلوب الكتاب كان ضعيفاً، مع قليل من المنطق في ترتيب الكتاب وتسلسل موضوعاته ونسيان للفكرة الأساسية التي تحكم الربط بين أجزائه. وفي تحمس مونتسكيو ليكون عالماً، يجمع الحقائق ويفسرها، لم يعد فناناً. أنه ضيع الكل في الأجزاء، بدلاً من تنسيق الأجزاء في كل منسق. وكان قد قضى في جمع مادة الكتاب أكثر من نصف عمره، وكتبه في نحو عشرين عاماً، وأساء التأليف المتقطع إلى وحدة الكتاب، وتسرع في الوصول إلى أحكام عامة من أمثلة قليلة ولم يفتش عن أمثلة تنقضها-مثال ذلك أيرلندة الكاثوليكية في الشمال البارد ومن ثم يجب أن تكون بروتستانتية وتخلى من منهجه حين قال:"لقد وضعت المبادئ الأولى ووجدت أن الحالات الخاصة لا بد أن تكون صحيحة بالضرورة بشكل طبيعي، وأن تاريخ كل الأمم ليس إلا نتائج لهذه المبادئ "فهذا هو خطر تناول التاريخ بفلسفة يثبتها عن طريق هذا التاريخ وعند جمع مادة الكتاب قبل مونتسكيو كل بيانات السائحين دون تحقيق ولا تدقيق، وفي بعض الأحيان أخذ الخرافات والأساطير على إنها تاريخ، بل أن ملاحظاته المباشرة كان يمكن أن تكون خاطئة، ومن ذلك أنه رأى "فصلاً بين السلطات" وفي حكومة إنجلترا على حين أنه كان من الواضح أن السلطة التشريعية هناك كانت تغطي على السلطة التنفيذية.
وإلى جانب هذه الأخطاء لا بد أنه كان للكتاب مزايا أدت إلى الترحيب به وتأثيره. إن فولتير حدد أسلوبه بحق، على أن الأسلوب أيضاً عانى من شظايا المعلومات لا المعلومات الكاملة المستوفاة. وأولع مونتسكيو بالفصول القصيرة وربما كان هذا وسيلة للتركيز، مثال ذلك الفصل الذي كتبه عن الحكم الاستبدادي المطلق، مما أدى إلى التقطع وعدم الترابط مما عوق تدفق الفكرة. وربما كان جزء من عدم استيفاء البحث راجعاً إلى تفاقم ضعف بصره مما اضطره إلى الإملاء بدلاً من الكتابة. وعندما كان يتمتع بكامل قوته وحيويته حقق في عبارات قوية واضحة بعضاً من الإشراق والروعة في الرسائل الفارسية. ويروي فولتير أن في "روح القوانين من العبارات الساخرة أكثر مما يليق بكتاب في القانون. يقول