نيوتن مع الإيمان بالله. وفي نفس الوقت أكد شمولية القانون في العالم المادي.
وعلى الرغم من كل هذه الجهود لم يكن فولتير روح رجل العلم ولا تحديداته وقيل أنه أخفق في أن يكون رجل علم. وينبغي بنا أن نرجح القول بأنه كان شخصاً ثرياً متعدد الجوانب إلى حد لا يستطيع معه أن ينصرف إلى العلم كل الانصراف بصفة نهائية. أنه استخدم العلم وسيلة لتحرير العقل، حتى إذا تم له ما أراد انصرف إلى الشعر والمسرحية والفلسفة بأوسع معانيها، والإنهماكات الإنسانية في الشئون الأساسية في عصره "يجب أن نهيئ الطريق في حياتنا لكل أساليب المعرفة والوجدان ونفتح أمامها الأبواب لتنفذ إلى نفوسنا، فإذا لم تتبدد هذه شذر مذر فإن هناك مكاناً فسحاً لكل شيء (٤٨) " وهكذا كتب في ذاك الوقت (١٧٣٤) بحث في الإنسان ردد فيه إلى حد كبير آراء بوب في نفس الموضوع، حتى إلى درجة إجازة فكرة غير فولتيرية "كل شيء صواب (٤٩) ". ونظم في هذه السنوات معظم غادة أورليان (جان دارك). وربما كان هذا انتجاعاً لبعض الراحة من عناء نيوتن. وشرح فلسفته في رسالة في الميتافيزيقا، وقد رأى من الحكمة أن يحجم عن نشرها.
وكانت رسالة فذة مثل سائر إنتاجه، وبدأها بأن تخيل نفسه زائراً وافداً من كوكب المشتري إلى كوكب المريخ، ومن ثم رأى أنه لا يتوقع منه أن يوفق بين آرائه وبين ما جاء به الكتاب المقدس. وحط رجاله بين كفار جنوب أفريقية. وينتهي إلى أن الإنسان حيوان أسود الجلد شعره شبيه بالصوف، ثم ينتقل إلى الهند ليجد أناساً صفر اللون ذوي شعر سبط غير مجعد، فيستنتج أن الإنسان جنس يتألف من عدة أنواع متميزة لا تنحدر كلها من أصل أو سلف واحد (٥٠) ويحكم من مظاهر النظام في العالم ومن التركيب الهادف ذي المعنى في أعضاء الحيوان بأن هناك رباً ذكياً يصمم أو يركب صور الجميع. ولا يرى دليلاً على وجود نفس خالدة غير فانية