ومجدبورج، وأوجربورج، وفورمبورج، وأولم، وفرانكفورت-على المين-مدناً "حرة"، بمعنى أنها، كالأمراء، تخضع لرأس الإمبراطورية الرومانية المقدسة خضوعاً طليقاً من القيود الثقيلة.
وكان أكثر الأراضي الألمانية، باستثناء سكسونيا وبافاريا، يزرعه الأقنان أو رقيق الأرض المرتبطون بها، ويخضع لكل الفروض الإقطاعية القديمة تقريبا. وكان هناك ٤. ٥٠٠ قن من بين ٨. ٠٠٠ فلاح في أسقفية هلدسهايم حتى عام ١٧٥٠ (٢) وكانت الفوارق الطبقية حادة، ولكن طول العهد بها ثبتها تثبيتا جعل طبقة العامة تتقبلها في غير تذمر شديد، وقد خفف منها بقاء أطول واحترام أعظم لالتزامات السادة الإقطاعيين بحماية الفلاح في الكوارث، ورعايته في المرض والشيخوخة، والعناية بالأرامل واليتامى، وحفظ النظام والسلام (٣)،
واشتهر الإقطاعيون "اليونكو" في بروسيا بإدارتهم أملاكهم بكفاية، وبتطبيقهم السريع للطرائق الزراعية المحسنة.
وأخذت الصناعة والتجارة تنتعشان بعد أن أنفقت ألمانيا سبعة وستين عاما في الأفاقة من حرب الثلاثين سنة. وكانت سوق ليبزج أحفل أسواق أوربا بروادها، ففاقت سوق فرانكفورت حتى بيع في الكتب. وبلغت فرانكفورت وهمبورج في هذا القرن في نشاطهما التجاري شأواً لم تبلغه سوى باريس، ومرسليا، ولندن، وجنوه، والبندقية، والآستانة. ولم يستعمل أمراء التجارة الهمبورجيون ثراءهم في الترف والمظاهر فحسب بل في الرعاية المتحمسة للأوبرا، والشعر والدراما، ففي همبورج حقق هاندل انتصاراته الأولى، ووجد كلوبستوك المأوى، وكتب لسنج مقالاته عن المسرح الهمبورجي. وكانت المدن الألمانية كشأنها اليوم، خير المدن إدارة في أوربا (٤).
وبينما أفلح الملك في فرنسا وإنجلترا في إخضاع النبلاء للحكومة المركزي، نرى أن الناخبين أو الأمراء، أو الأدواق، أو الكونتات، أو الأساقفة، أو رؤساء الديورة والذين حكموا الدويلات الألمانية،