للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سلبوا الإمبراطور كل السلطان حقيقي على أملاكهم، وأتو بصغار النبلاء أتباعا في بلاط الأمير. وكانت هذه البلاطات ( Residenzen) ، فضلاً عن المدن الحرة، مراكز للحياة الثقافية كما كانت مراكز للحياة السياسية في ألمانيا. وانجذبت إليها ثروات ملاك الأراضي، وأنفقت على القصور الضخمة ومظاهر البذخ والثياب الفاخرة التي كانت في كثير الأحايين نصف الرجل ومعظم سلطانه. وهكذا نجد إيبرهارت لودفج، دوق فررتمبرج، يكل إلى ي. ف. نتى ودوناتو فريتسوني أن يشيدا له (١٧٠٤ - ٣٣) في لودفجزبورج (قرب شتوتجارت) قصرا بديلا بلغ في فخامته تصميمه وزخرفته، وفي كثرة ما حوى من أثاث أنيق وتحف فنية بديعة، مبلغاً لا بد قد كلف رعاياه الكثير من المال والعرق. وفي ١٧٥١ ألحق بالقلعة الكبرى ( Schloss) في هيدلبرج، التي بدء بناؤها في القرن الثالث عشر، راقود في كهف الخمور (وهو وعاء ضخم للتخمير) يتسع لتخمير ٤٩,٠٠٠ جالون من الجعة في المرة. وفي مانهايم اتفق الدوق شارل تيودور خلال حكمه الطويل ناخباً لليالاتين (١٧٣٣ - ٩٩)، ٣٥ مليون فلورين على المؤسسات الفنية والعلمية، والمتاحف، والمكتبات، وعلى إعانة المعماريين، والمثالين، والمصورين والممثلين والموسيقيين. ولم تكن هانوفر بالبلد الفسيح ولا الفخم، ولكن كان يحوي داراً للأوبرا اجتذبت إليها هاندل. وكانت ألمانيا مجنونة بالموسيقى جنون إيطاليا الأم ذاتها.

وكانت كان لميونخ دار كبرى للأوبرا مولتها ضريبة فرضت على لعب الورق. غير أن بافاريا الناخبين أشهروا عاصمتهم بشيء آخر أيضاً هو العمارة. وكان مكسليان إيمانويل قد لجأ إلى باريس وفرساي حين اجتاح النمساويون في حرب الوراثة الإسبانية، فلما عاد إلى ميونخ (١٧١٤) جلب معه ولعا بالفن وطراز الركوك. وصحبه معماري فرنسي شاب يدعى فرنسوا دكوفلييه، شيد للناخب التالي، شارل ألبرت في حديقة نمفنبورج، آية من آيات الروكوك الألماني، هي قصر صغير يسمى امالينبورج (١٧٣٤ - ٣٩)، ظاهره بسيط،

وباطنه يعج