للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالزخرف: فيه قاعة مرايا (شبيجلزال)، مقببة تبهر الأنظار، ذات زخارف من الجص بأشعار شعرية وعربية الطراز، وحجرة صفراء (جلبس تسيمر) تحير زخارفها الجصية المذهبة العين التي تحاول تتبع تصميمها المعقد. وبهذا الطراز الطاغي نفسه بدأ يوزف افنر، وأتم كوفلييه، الحجرات الإمبراطورية في قصر الدوق بميونخ. وكان كوفلييه قد غادر فرنسا في العشرين من عمره قبل أن يتعلم الخضوع الكامل للذوق الفرنسي. ومن عكف الفنانون الألمان، دون أن يلقوا منه معارضة، على تطوير الزخارف الجصية بتحرر الهواة وحماستهم، فحققوا الكمال في الجزيئات مع الإسراف في الكليات. وقد تحطمت الحجرات الإمبراطورية في الحرب العالمية الثانية.

ولم يكن فردريك أوغسطس الأول "القوي"، ناخب سكسونيا (حكم ١٦٩٤ - ١٧٣٣) ليرضى بان يبزه أي دوق ميونخي. ومع أنه انتقل إلى وارسو (١٦٩٧) ملكاً على بولندة باسم أوغسطس الثاني، فقد وجد الوقت ليفرض على السكسونيين من الضرائب ما يكفي لجعل درسدن "فلورنسة نهر الألب". فتقدمت بذلك جميع المدن الألمانية في الإنفاق على الفن، كتبت الليدي ماري مونتاجير في ١٧١٦ تقول: "إن المدينة أكثر ما رأيت من مدن في ألمانيا نظافة وأناقة، وأكثر بيوتها حديثة البناء وقصر الناخب آية في الجمال" (٦). وجمع

أوغسطس الصور في نهم كنهمه في جمع الخليلات، أما ابنه الماخب فردريك أوغسطس الثاني (حكم ١٧٣٣ - ٦٣) فقد أغدق المال على الخيل والصور، و "جلب فنون إلى ألمانيا" (٧) كما قال ونكلمان. وفي ١٧٤٣ أوفد أوغسطس الأصغر هذا لجاروتي إلى إيطاليا حاملاً الدوقاتيات لشراء الصور، ولم يلبث الناخب أن دفع ٠٠٠و١٠٠ سيكوين (٠٠٠و٥٠ دولار؟) ثمناً لمجموعة الدوق فرانتشسكو الثالث أمير مودينا، وفي ١٧٥٤ اشترى لوحة رفائيل "سستسني مادونا" (عذراء كنيسة السستين) بعشرين ألف دوقاتية، وهو ثمن لم يسبق له

نظير. وهكذا تكونت قاعة صور درسدن العظمى.

وقامت في درسدن دار جميلة للأوبرا في ١٧١٨، ولابد أن فرقتها