الصناعية إلى اللاتينية والألمانية والفرنسية، وسرعان ما أنشأت معظم المدن الألمانية معاهد على غرارها.
أما في الجامعات فإن دراسة اليونانية ارتفعت إلى مكان مرموق جديد فأرسلت بذلك الأسس لتفوق ألمانيا اللاحق في الدراسات اليونانية وقامت جامعات إضافية في جونتن (١٧٣٧) وإرلانجن (١٧٤٧). وإذا كان ناخب هانوفر (الذي أصبح ملكا على إنجلترا) يمول جامعة جوتنجن، فإنها حذت حذو جامعة هاللي في إطلاق يد الأساتذة في التعليم، والتوسع في تدريس العلوم الطبيعية والدراسات الاجتماعية، والقانون. وخلع الطلاب الآن الرداء الجامعي، وارتداء العباءة، وتقلدوا السيف والمهماز، والتحموا في المبارزات، وتلقوا الدروس من سيدات المدينة الأكثر تحللاً. وكانت الألمانية لغة التعليم إلا في الفلسفة واللاهوت.
على أن الألمانية كانت قد انحدرت سمعتها الآن، لأن الطبقة الأرستقراطية أخذت تستعمل الفرنسية. كتب فولتير من برلين (٢٤ نوفمبر ١٧٥٠) يقول "أنني أجد نفسي هنا في فرنسا، فما من إنسان يتكلم غير الفرنسية. أما الألمانية فللجند والخيل، ولا يحتاج إليها المرء إلا على الطرق"(٩). وقدم المسرح الألماني الهزليات بالألمانية، والمآسي بالفرنسية - وكانت عادة تختار من ذخيرة المآسي الفرنسية. وكانت ألمانيا آنئذ أقل الدول الأوربية نزعة قومية، لأنها لم تكن بعد دولة.
وعانى الأدب الأماني من هذا الافتقار إلى الوعي القومي. وكان أكثر مؤلفي العصر الألمان أثرا، وهو يوهان كرستوف جوتشيد، الذي جمع من حوله لفيفا من الأدباء أحال ليبزج إلى "باريس صغرى"، يستعمل الألمانية في كتاباته، ولكنه استورد مبادئه من بوالو، وندد بالفن الباروكي لأنه ضرب من الفوضى البراقة، ودعا إلى الرجوع للقواعد الكلاسيكية في الكتابة والفن كما مارسها الفرنسيون على عهد لويس الرابع عشر. وهاجم ناقدان سويسران-هما بودمير وبريتنجر-إعجاب