الحرارية، من أبدع القاشاني والصيني إلى الأباريق البهيجة التي جعلت حتى فن شرب الجعة تجربة جمالية. وتزعمت ألمانيا أوروبا طوال أكثر من القرن الثامن عشر في صناعة الزجاج لا الصيني فحسب (٢٥). كذلك لم يبز صناع الأشغال الحديدية الألمان أحد في هذا العصر، ففي أوجزبورج وإيبزاخ، وغيرهما صنعوا بوابات من الحديد المشغول تلك التي كان يقيمها جان لامور في نانسي. أما الصاغة الألمان فلم يفقهم غير أبرع زملاءهم في باريس. وحفر الحفارون الألمان (كنوبلزدورف، وجلومي، وروجنداس، وريدنجر، وجيورج كيليان، وجيورج شمت) أو نقشوا بالحرق سوماً بديعة في الأطباق النحاسية (٢٦).
أما المصورون الألمان في هذه الفترة فلم يظفروا بالشهرة الدولية التي ما زال يجزى بها فاتوا، وبوشيه، ولاتور، وشاردان. وإنه لمن ضيق أفقنا الفكري- ذلك الضيق الذي لا مهرب منه-جهل غير الألمان بصور مصورين ألمان مثل كوزساس آرام، وبلتازار دينر، ويوهان فيدلر، ويوهان تيلي، ويوهان تسيزنيس، وجيورج دماريه، فحسبنا أن نتلو أسماءهم على الأقل ونحن اكثر إحاطة بمصور فرنسي استوطن ألمانيا يدعى أنطوان بين، وقد أصبح مصور البلاط لفردريك وليم الأول ثم لفردريك الأكبر. وتصور رائعته فردريك وهو بعد غلام برئ في الثالثة ومعه أخته فلهليني ذات الستة أعوام (٢٧)، ولو أن هذه اللوحة رسمت في باريس لسمعت بها الدنيا كلها.
واكتسبت أسرة صيتاً زائغاً في ثلاثة ميادين-التصوير والنحت والعمارة. فقد رسم كوزماس دميان آزام، في كنيسة القديس إميرام بريجنزبورج، صعود القديس بندكت إلى الفردوس، وأعانه على ذلك بمنصة إطلاق. واشترك كوزماس مع أخيه إيجد في رسم داخل كنيسة القديس نيبوموك بميونخ-عمارة يغشاها النحت بأكثر ضروب الباروك إسرافاً. وحفر إيجد بالجص"صعود مريم" لكنيسة دير في رور ببافاريا. وبدت اليد الإيطالية الرقيقة في نافورة نبتون الرائعة التي أقامها لورنتسو