ماتيللي في درسدن، وكانت النافورة ن المعالم الشهيرة في بهاء العاصمة السكسونية. أما بلثازار برموزر فقد أفسد تمثاله "تمجيد الأمير أوجين (٢٨) " بخليط مهوش من التماثيل الرمزية، وقد زين بمثل هذا الإسراف جناح قصر تسفنجر بدرسدن، ولكنه حقق درجة من الجلال والقوة تكاد تقربه من ميكل أنجيلو في تمثال "الرسل" المتجمعين حول منبر كنيسة البلاط بدرسدن، وتمثاله "القديس أمبروز" المصنوع من خشب الزيزفون في تلك الكنيسة يستشرف قمة النحت الأوربي في النصف الأول من القرن الثامن عشر. وقد تصور جيورج ايبنيست الجمال الألماني الممشوق في تمثاله البديع "باخوس واريادنى" الذي نحته لبستان سانسوني. وحفلت البساتين والحدائق الألمانية بالمنحوتات، وقدر خبير في الباروك أن "في ألمانيا من تماثيل الحدائق الجيدة نسبة تفوق كل ما في سائر أوربا من تماثيل مجتمعة (٢٩) ".
على أن المعمار هو الميدان الذي لفت فيه الفنانون الألمان أنظار الفنانين الأوربيين في هذا العصر. فقد ترك يوهان بلتازار نويمان بصمته على أكثر من عشرة مبان. وكانت رائعته قصر أمير فورتسبورج الأسقف، وقد تعاون آخرون معه في التصميم والتنفيذ (١٧١٩ - ٤٤)، ولكن يده كانت اليد الهادية. وقد تحطمت في الحرب العالمية الثانية القاعة الفينيتسية وقاعة المرايا، المتألقتان بزخارفها، ولكن بقيت أربع قاعات لتشهد بهاء الداخل، أما بيت السلم الفخم الذي اشتهر في دنيا الفن كلها بصورة سقفه الجصية التي رسمها تيبولو؛ فكان واحد من عدة مبان شبيهة به أعانت على دفع نويمان إلى مكان مرموق بين معماريي زمانه. وبيت السلم الذي بناه للقصر الأسقفي في بروشزال يختلف عن هذا كل الاختلاف، ولكنه يكاد يعدله روعة-وهو ضحية أخرى من ضحايا الانتحار القومي. وربما فاق كليهما جمالا بيت السلم المزدوج الذي بناه لأوجستوسبورج في برول بقرب كولونيا. وكان بناء بيوت السلم غرامة، فأغدق من فنه على بيت آخر في دير بمدينة ايبراخ. وزين مصاعده بالباروك المزخرف كنيسة