مدرسة من الملحنين والعازفين-كثير منهم من النمسا أو إيطاليا أو بوهيميا-بدور قيادي في هذا التطوير. فهناك جمع شارل تيودور أمير بالاتين الناخب (حكم ١٧٣٣ - ٩٩)، وراعى الفنون جميعا، أوكسترا اشتهر عموما بأنه خير الأوكسترات قاطبة في أوربا. وقد لحن يوهان شتاميتز، عازف الكمان الماهر، لهذا الأوركسترا سيمفونيات بالمعنى الصحيح، أي مؤلفات أوركسترالية مقسمة إلى ثلاث حركات أو أكثر، كانت أولاها تنهج نهج السوناتا-أعنى عرض مواضيع متقابلة، والتوسع فيها دون قيود، ثم تخليصها. وجريا على طريقة الملحنين النابوليين، اتخذ الشكل الجديد عادة تعاقب هذه الحركات: السريع، والبطئ، فالسريع (الألليجرو، والأندانتي، والألليجرو). وأضاف أحيانا من الرقص "منيوتا". وهكذا انتقل عصر الموسيقى البوليفونية (أي المتعددة الأصوات)، المبينة على فكرة رئيسية واحدة، والبالغة قمتها في ي. س. باخ، إلى عصر الموسيقى السيمفونية - عصر هايدن، وموتسارت، وبيتهوفن.
وظل الصوت البشري أعظم الآلات الموسيقية سحراً. فلحن كارل فليب إيمانويل باخ، وكارل هاينريش جراون وغيرهما قصائد الغرام المشبوب التي نظمها يوهان كرستيان جونثر، ووجد يوهان إرنست باخ الفيماري الوحي للعديد من الأغاني الألمانية (الليدر)، الجميلة في شعر كرستيان جلليرت. وازدهرت الأوبرا في ألمانيا الآن، ولكن غلب عليها الطابع الإيطالي، إذا استوردت ألحانها ومغنيها من إيطاليا. وكان لكل بلاط كبير قاعة أوبراه، التي لا تفتح عادة إلا للصفوة. أما همبورج التي هيمن عليها تجارها فكانت استثناء للقاعدة، فقدمت الأوبرا الألمانية، وأباحت حضور حفلاتها للجمهور الذي يدفع، وجندت مغنياتها من السوق. وفي همبورج تربع راينهارت كازر على عرش مسرح جينزيماركت (سوق الأوز) أربعين عاماً. وخلال حكمه هذا لحن ١١٦ أوبرا، معظمها إيطالي نصاً وأسلوباً، ولكن بعضها ألماني. ذلك أن كتاب ماتيزون "الموسيقى الوصي"، المنشور في ١٧٢٨ أشهر صيحة الحرب على الغزاة