الإيطاليين: "أخرجوا أيها البرابرة! [ Fouri barbari] ليمنع من الاشتغال بالأوبرا الأجانب الذين يحاصروننا من الشرق إلى الغرب! (٣٤)، ولكن سحر الأصوات والألحان الإيطالية لم يكن سبيل إلى مقاومة. وحتى في همبورج خنق الولع بالأوبرات النابولية المؤلفات الوطنية. فاستسلم كايز وشد رحاله إلى كوبنهاجن، وأغلق مسرح همبورج أبوابه في ١٧٣٩ بعد حياة امتدت ستين عاما، ولما أعيد افتتاحه في ١٧٤١ خصص صراحة للأوبرا الإيطالية. وحين أعاد فردريك الأبوبرا إلى برلين (١٧٤٢)، اختار ملحنين ألماناً ومغنين إيطاليين. وقال في دهشة "مغن ألماني! أني لأوثر أن أسمع حصاني يصهل (٣٥).
وأنجبت ألمانيا في هذا العصر مؤلفاً واحداً للأوبرا من الطراز الأول هو يوهان أدولف هاسي، ولكنه هو أيضاً خطب ود إيطاليا. فقد درس فيها عشر سنوات على أليساندرو سكارلاتي ونيكولو بوربورا، وتزوج المغنية الإيطالية فاوستينا بوردورني (١٧٣٠)، ولحن الموسيقى لنصوص إيطالية وضعها أبوستولوزينو وميتاستاسيو، وغيرهما. واستقبلت أوبراته الأول في نابلي والبندقية استقبالا بلغ من حماسته أن إيطاليا لقبته " il caro Sassone" أي السكسوني المحبوب. فلما عاد إلى ألمانيا دافع بغيرة عن الأوبرا الإيطالية، ووافقه معظم الألمان، وكرموه أكثر من هاندل الغائب، وأكثر كثيراً من باخ المجهول، وشبهه بيرني، هو وجلوك، برفائيل وميكل أنجيلو الموسيقى في بلاد الألمانية (٣٦). ولم يبلغ أحد حتى الإيطاليون، ما بلغته أوبراته المائة من غنى في الابتكار اللحني أو الدرامي. وفي ١٧٣١ تلقى هو وزوجته، أعظم مغنيات الأوبرا في ذلك العصر، دعوة إلى درسدن من أوغسطس القوي. وأسرت فاوستينا العاصمة بصوتها وسحرها هاسي بألحانه. وفي ١٧٦٠، فقد أكثر ممتلكاته، ومن بينها مخطوطاته المجموعة، نتيجة قصف فردريك الأكبر لدرسدن بالقنابل. وكلفت المدينة المدمرة عن عرض أوبراته، فرحل هاسي وزوجته إلى فيينا حيث راح وهو في الرابعة والسبعين ينافس جلوك. وفي ١٧٧١، في زواج