إلى الموسيقى وأصبح عازف أرغن الكنسية الجديدة (١٧٠٤). وبعد عام قبل وظيفة الكنسية في زوراو، ثم مضى إلى أيزيتاخ، حيث التقى بباخ، وفي ١٧١٤ قام بدور العدَّاب لكارل فليب إيمانويل، ابن يوهان سبستيان. وفي ١٧١١ قام ماتت زوجته الشابة وأخذت معها قلبه كما قال، ولكنه تزوج ثانية بعد ثلاث سنين. وفي ١٧٢١ مضى إلى همبورج، حيث كان عازفاً في ست كنائس، وأشرف على تعليم الموسيقى في الجمنازيوم، وإضطلع بشئون أوبرا همبورج، وحرر مجلة للموسيقى، ونظم سلسلة من الحفلات الموسيقية العامة استمرت إلى يومنا هذا. وقد حالف الحظ تيليمان في كل شئ، إلا في إيثار زوجته للضباط السويديين بحبها.
وكانت قدراته على الإنتاج تضارع أي رجل في ذلك عصر، عصر عمالقة الموسيقى. فقد لحن لجميع الآحاد والأعياد في سعة وثلاثين عاماً ألواناً من الموسيقى الدينية- تراتيل لأسبوع الآلام، وكنتاتات، واورتوريات، وأناشيد، وموتيتات، وأضاف إلى ذلك كله الأوبرات والأوبرات الفكاهية، والكونشرتات، والثلاثيات، والسرينادات، وقال هاندل إن في استطاعة تيليمان أن يلحن موتيتا ذا ثمانية أقسام بالسرعة التي يكتب بها المرء خطاباً (٣٩). وقد أخذ أسلوبه عن فرنسا، كما أخذ هاسي أسلوبه عن إيطاليا، ولكنه أضاف إليه حيويته الخاصة. وفي ١٧٦٥، حين كان في الرابعة والثمانين، فألف كنتاتا تسمى "إينو" عدها رومان رولان معادلة لنظائرها من تأليف هاندل، وجلوك، وبيتهوفن. ولكن تيليمان كان ضحية خصوبته. فقد لحن بأسرع مما يمكنه من الإتقان، ولم يكن له صبر على تنقيح الثمرات الناقصة لعبقريته أو شجاعة على تحطيمها. وقد اتهمه ناقد بـ"الإسراف الذي لا يصدق (٤٠) واليوم يكون نسياً منسياً ولكنه بين الحين والحين يجيئنا روحاً متحررة من الجسد في الهواء، فنجد كل ألحانه المنبعثة من مراقدها رائعة الجمال (٤١).
ولم ينفرد فردريك بتفضيله كارل هاينريش جراون على تيليمان وباخ. وقد ذاع صيت كارل أول ما ذاع بفضل صوته السوبرانو، فلما قصر هذا الصوت تحول صاحبه إلى التلحين، فألف في الخامسة عشرة كنتاتا