فإذا أفلحت الخطة قصر حكم ماريا تريزا على المجر، والنمسا السفلى، والأراضي المنخفضة النمساوية، وأصبح شارل إمبراطوراً يحكم بافاريا، والنمسا العليا، والتيرول، وبوهيميا، وجزءاً من سوابيا؛ أما الابن الثاني لملك إسبانيا فيأخذ ميلان، عارض فلوري الخطة، وتغلب بيل-ايل، وأرسل ليظفر بتأييد فردريك للمؤامرة. ووقعت فرنسا وبافاريا على تحالفهما في نمنبورج في ١٨ مايو ١٧٤١. وأحجم فردريك عن الانضمام فلم يكن في وسعه أن يسمح لفرنسا بأن تقوى شوكتها إلى هذا الحد، ولم يفقد الأمل في الوصول إلى تفاهم مع ماريا تريزا، ولكن لما لم تعرض عليه سوى تنازلات تافهة، فقد وقع ببرزلاو في ٥ يونيو حلفاً مع فرنسا، وبافاريا، وأسبانيا؛ وأراد أن يشارك في الغنيمة بنصيب إن قسمت المملكات النمساوية. وتعهد كل طرف من الأطراف الموقعة على الحلف بألا تعقد حكومته صلحاً منفرداً سرياً. وضمنت فرنسا استيلاء فردريك على برزلاو وسيليزيا السفلى، ووعدت بأن تحث السويد على تعليق روسيا في حرب تشغلها، ووافقت على إرسال جيش فرنسي لمنع قوات إنجلتاه الهانوفرية من المشاركة في اللعبة.
أما وقد تركت ماريا تريزا بغير حليف تقريباً، فإنها صممت على الاستنجاد بنبلاء المجر العسكريين. وكان هؤلاء النبلاء، أو أسلافهم، قد عانوا الأمرين من حكم النمسا؛ فقد حرمهم ليوبولد الأول دستورهم القديم وحقوقهم الموروثة، فلم يكن لديهم إذن كبير مبرر لإغاثة حفيدته. ولكن حين ظهرت أمامهم في مجلسهم النيابي (الديت) في برسبورج (١١ سبتمبر ١٧٤١) أثر فيهم جمالها ودموعها. وخطبت فيهم باللاتينية، واعترفت بأن حلفاءها تخلوا عنها، وأعلنت أن شرفها وعرشها يعتمدان الآن على بسالة وشهامة الفرسان المجريين والأسلحة المجرية وما يروي من أن النبلاء هتفوا باللاتينية "لنمت فداء مليكنا"(فهكذا سموا الملكة) إنما هو قصة جميلة هبطت الآن إلى مرتبة الأسطورة (٧٨). فقد ساوموا كثيراً، واستلوا منها العديد من التنازلات السياسية؛ ولكن حين جاءهم زوجها فرانسيس ستيفن في ٢١ سبتمبر ومعه مرضع ترفع لهم بين يديها الطفل جوزيف ذا الشهور الستة، استجابوا للنداء بشهامة، وهتف كثيرون منهم