ثم تزوج الشاعر، ولكن مكاسبه كانت ضئيلة، فغادرت زوجته بيته وأخذت معها أبناؤه. ترى هذه الأسطر التي يبث فيها شوقه موجهة إليها، أو إلى حبيبة أخرى لم يطل عهد الوداد بينهما؟ -
أيتها الحسناء، لقد كنت وأنت عندي أملأ البيت زهراً.
أما الآن أيتها الحسناء وقد رحلت- فلم يبق فيه إلا فراش خال.
لقد طوى عن الفراش الغطاء المزركش؛ ولست بقادر على النوم.
وقد مضت على فراقك ثلاث سنين؛ ولا يزال يعاودني شذى العطر الذي خلفته ورائك.
إن عطرك يملأ الجو من حولي وسيدوم أبد الدهر؛
ولكن أين أنت الآن يا حبيبتي؟
إني أتحسر- والأوراق الصفراء تسقط عن الغصن،
وأذرف الدمع- ويتلألأ رضاب الندى الأبيض على الكلأ الأخضر.
وأخذ يسلي نفسه باحتساء الخمر، حتى أصبح أحد "الستة المتعطلين في أيكة الخيزران"، الذين يأخذون الحياة سهلة في غير عجلة، ويكسبون أقواتهم المزعزعة بأغانيهم وقصائدهم. وسمع لي الناس ينثون الثناء الجم على نبيذ نيو جونج فسافر