عن العادات "خصائص ونوادر"، والحكومة، والتجارة، والعلوم، والأدب، والفن، والدين.
وتطلع الكاتب المطارد خلفه في إعجاب إلى العهد كان الملك فيه يكرم الشعراء (إذا لم يحيدوا عن الجادة)؛ وربما كان تشديده على دعم لويس الرابع عشر للآداب والفنون هجوماً جانبياً على عدم اكتراث لويس الخامس عشر بمثل هذه الرعاية. أما وقد برزت الآن عظمة العصر الماضي في هذه الذكرى المموهة "وأغفل ذكر استبداده وغارات خياليه على البيوت، فإن فولتير راح يضفي شيئاً من الكمال على الملك الشمس ويطرب لانتصارات القواد الفرنسيين - وإن وسم بالعار تدمير البلاتينات. ولكن النقد يخفي رأسه أمام هذه المحاولة الحديثة الأولى لكتابه التاريخ المتكامل. وقد أدرك المعاصرون الفطنون أن هذه بداية جديدة- فهي التاريخ يترجم للحضارة، التاريخ الذي حوله الفن والنظرة الصحيحة أدباً وفلسفة. فما انقضى عام على نشره حتى كتب إيرل تشسترفيلد لولده يقول:
لقد أرسل من فولتير إلى برلين كتابه "تاريخ عصر لويس الرابع عشر" وقد جاءني في أوانه، ذلك أن اللورد بولتبروك علمني مؤخراً كيف ينبغي أن يقرأ التاريخ. وها هو ذا فولتير يريني كيف أن يكتب … إنه تاريخ الفهم الإنساني، بقلم عبقري لينتفع به الأذكياء من الناس … وقد تحرر مؤلفه من الأهواء الدينية والفلسفية والسياسية والقومية أكثر من أي مؤرخ صادفته إطلاقاً، ومن ثم فهو يروي هذه الأمور كلها بصدق ونزاهة على قدر ما تسمح له بعض الاعتبارات التي لا مفر دائماً من مراعاتها (١٠٥).
وكان فولتير خلال جهوده الأدبية برما بوضعه القلق في بلاط فردريك. ذلك أن لامتري، الرجل المادي النزعة المرح الطبع الذي كان كثيراً ما يقرأ للملك، نقل في أغسطس ١٧٥١ إلى فولتير ملاحظة أبداها مضيفهما: "سأحتاج إليه (أي فولتير) سنة أخرى على الأكثر (مهذباً لفرنسية الملك)؛ إن الناس يعتصرون البرتقالة ثم يلقون قشرتها" (١٠٦). ويتشكك البعض في صحة نسبة هذه الملاحظة إلى فردريك، إذ لم يكن في طبعه أن يفضي بسره لأحد على هذا النحو، ولم يكن مستحيلاً على لامتري أن يتمنى إقصاء فولتير