للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

بأنهم لا يحتفظون من عقيدة كلفن القائمة إلا بالقليل. وقد أشار أحدهم، وهو جاك فيرن، في كتابه "التعليم المسيحي" (١٧٥٤) بأن يبني الدين على العقل حين يخاطب الكبار، أما "عامة الناس … فمن المفيد أن تشرح لهم هذه الحقائق ببعض الطرق الشعبية ببراهين تصلح … لإحداث أثر أكبر في عقول الجماهير" (٢٦). وكتب فولتير إلى سيدفيل (١٢ أبريل ١٧٥٦) يقول: "لم تعد جنيف هي جنيف كلفن-بل على العكس، فهي بلد يحفل بالفلاسفة. و"المسيحية المعقولة" التي نادى منها لوك هي دين كل القساوسة تقريباً، وعبادة كائن أعلى عبادة مقترنة بنسق أخلاقي، هي دين كل القضاة الآتية: في "مقال الأعراف" (١٧٥٦).

"يبدو أن ترضية تقدم اليوم لرماد سرفيتوس، فإن رعاة الكنائس البروتستنتية المثقفين. قد اعتنقوا آراءه (التوحيدية) " (٢٨).

أما دالامبير، فبعد أن زار جنيف وبيت فولتير (١٧٥٦)، وبعد أن تحدث إلى بعض القساوسة، وتبادل الرأي مع فولتير، كتب للمجلد السابع (١٧٥٧) من الموسوعة مقالا عن جنيف أثنى فيه على تحرر إكليروسها فقال:

"إن العددين منهم لا يؤمنون بلاهوت المسيح الذي كان زعيمهم كلفن شديد الغيرة في الدفاع عنه والذي أمر بسببه بحرق سرفيتوس .. وجهنم التي هي أحد أركان إيماننا لم تعد كذلك عند الكثيرين من قساوسة جنيف. فهم يقولون أن من الإهانة لله أن نتصور أن هذا الكائن الذي يفيض طيبة وعدلا في طاقته أن يعاقب أخطاءنا بألوان من العذاب الأبدي … وهم يعتقدون أم هناك عقوبات في حياة أخرى، ولكنها مؤقتة. فالمظهر الذي كان من أهم أسباب انفصال البروتسنت عن كنيسة روما، هو اليوم العقاب الوحيد الذي يسلم به كثير منهم للخاطئ بعد موته، وهذه لمسة جديدة تضاف إلى تاريخ تناقضات البشر.

والخلاصة أن الكثير من رعاة جنيف لا يدينون بغير السوسنيانية الخالصة، ويرفضون كل ما يسمى أسراراً، ويتصورون أن أول مبدأ للدين الحق هو