ومن ثم غير فرانكلن مصطلحات دوفيه إلى "موجبة وسالبة". وروح دوفيه عن معاصريه بتعليقه رجلا بحبال غير موصلة، وشحنه بالكهرباء بتلامسه مع جسم مكهرب، ثم بعث الشرر من جسم الرجل المعلق دون أن يصيبه أذى (١).
وانتقل المشهد إلى ألمانيا. فسبق جورج بوزيه في ناحية فرانكلن بإلماعه إلى أن ظاهرة الفجر الكاذب مصدرها كهربائي. وفي ١٧٤٤ أثبت كرستيان لودولف في أكاديمية برلين أن في استطاعة الشرارة كهربية أن تشعل سائلا قابلاً للالتهاب. وفجر بونيه البارود بهذه الطريقة، فأفتتح بذلك عصر استعمال الكهرباء في التفجير، وإطلاق المدفع، وعشرات الأغراض الأخرى. وفي نفس العام بدأ جوتليب كراتسنشتين استعمال الكهرباء في علاج الأمراض. وفي أكتوبر ١٧٤٥ اكتشف قسيس بومراني يدعى أ. ج كلايست أن في الإمكان تخزين شحنة كهربية في أنبوبة زجاجية بملئها بسائل أدخل فيه مسماراً متصلا بآلة تحدث كهرباء احتكاكية، فلما قطعت الوصلة احتفظ السائل بشحنته عدة ساعات. وبعد بضعة شهور توصل إلى هذا الكشف ذاته أستاذ بجامعة ليدن بييتر فان موسشينيرويك، دون أن يعلم شيئاً عن تجارب كلايست، وتلقى من طاس مشحونة غير مفصولة صدمة بدا لحظة أنها قاضية عليه، ولم يفق منها إلا بعد يومين. وأثبت المزيد من التجارب في ليدن أن في الإمكان تخزين شحنة أثقل في قارورة فارغة إذا غلف سطحاها السفليان، الداخلي والخارجي، بورقة قصدير. وخطرت لدانيال جرالات فكرة ربط عدة "جرار ليدينية" معاً، ووجد أن إفراغ شحنتها الكهربية يقتل صغار الحيوان.
(١) بدأ الآن قرن من الحيل الكهربية فدعا جيورج بوزيه، الأستاذ بجامعة ليبرج، عدة أصدقاء للغذاء ثم عزل المائدة خفية، ولكنه أوصل شتى الأجسام التي فوقها بآلة تحدث الكهرباء مخفاة في الحجرة المجاورة. فلما أقبل الضيوف على الطعام أشار لمساعد له بأن يدير الآلة، وتطاير الشرر من الأطباق، والأطعمة، والأزهار. ثم قدم للجماعة شابة جذابة عزلها حذاؤها عن أرض الحجرة، ولكن جسمها كان قد شحن كهرباء، ودعا الضيوف إلى تقبيلها. فأصيب المقبلون بصدمات كادت "تخلع أسنانهم" على حد قول الأستاذ.