للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في ذلك الحين، وورثه ٣٠٠. ٠٠٠ جنيه وهو بعد في الثالثة والعشرين. وثروة كهذه كان يمكن أن تجهض مستقبلا في مهنة الأدب، ولكنها كانت عوناً لعلم تطلب أجهزة غالية وسنوات طويلة من الإعداد. وقد فر أنطوان من مدرسة الحقوق التي أرسل إليها، مؤثراً عليها دراسة الرياضة والفلك، وحضر محاضرات روويل في قاعة الجاردان دروا. ومع ذلك أتم دراساته القانونية، ثم رافق جان جتار في القيام برحلات ورسم خرائط تعدينية لفرنسا. وفي ١٧٦٨ انتخب عضواً في أكاديمية العلوم، وكانت يومها تضم بوفون، وكزنيه، وطورجو، وكوندورسيه. وبعد عام انضم إلى هيئة الملتزمين العامة في عملية بغيضة هي جمع ضرائب الإنتاج لاستعاضة ما أنفقوه في إقراض الحكومة. فدفع ٥٢٠. ٠٠٠ جنيه ثمناً لثلث نصيب في أحد الأسهم الستين لهيئة الالتزام العامة، وفي ١٧٧٠ رفعه إلى نصيب كامل. وفي ١٧٧١ تزوج ماري بولز، ابنة ملتزم عام غني، وأنفق الآن بعض وقته في رحلات للأقاليم، وفي تحصيل إيراداته، وجميع بيانات الضرائب، والعينات الجيولوجية. وقد مولت ثروته مختبراً عظيما وتجارب غالية التكاليف (١)، ولكنها قادته إلى الجيلوتين.

ثم شارك بدور إيجابي في الشئون العامة. فلما عين (١٧٧٥) مأموراً للبارود، زاد إنتاج تلك المادة المتفجرة وحسن نوعها، فيسر بذلك تصديرها على نطاق واسع إلى المستعمرات الأمريكية، وانتصارات جيوش الثورة الفرنسية.

وقال لافوازييه "لقد أصبح البارود الفرنسي خير بارود في أوربا … ويجوز لنا أن نقول أن أمريكا الشمالية تدين له بحريتها. " (٤٣) وقد خدم في مختلف المجالس الرسمية، وقومية وبلدية، وعالج بذكائه المتعدد النواحي شتى مشكلات نظام الضرائب، والعملة، والمصارف، والزراعة العلمية،


(١) في إحدى تجاربه الأولى أحرق ماستين ليثبت أن الناتج الوحيد من احتراقهما هو ثاني أوكسيد الكربون وبما أن الغاز كان كذلك الناتج الوحيد للفحم النباتي التام الاحتراق، فقد برهن لافوازييه بهذه الطريقة على الوحدة الكيمياوية للفحم النباتي والماس بوصفها شكلين من أشكال الكربون الخالص.