ووجد الدليل على أن ألكسندر سكرك (وهو روبنسن كروزو في رواية ديفو) كان هناك من قبل (١٧٠٤ - ٩). ثم عبر المحيط الهادي واستولى على غليون أسباني قرب الفلبين، وأخذ كنز الذهب والفضة الذي يحمله (١. ٥٠٠. ٠٠٠ دولار) وعبر المحيط الهندي ودار حول رأس الرجاء الصالح، وافلت من الأسطولين الأسباني والفرنسي اللذين حاولا اعتراضه. ثم وصل إلى إنجلترا في ١٥ يونيو ١٧٤٤ بعد رحلة ثلاثة سنوات وتسعة أشهر. ونقلت غنيمة السبائك من سبتهيد إلى لندن في اثنتين وثلاثين عربة تصاحبها الموسيقى العسكرية. وصفقت إنجلترا كلها لآنسن ونفدت أربع طبعات من قصته في سنة واحدة.
وفي ١٧٦٣ أوفدت الحكومة الفرنسية بعثة مماثلة على رأسها لوي أنطوان دبوجانفيل، تحمل تعليمات بإقامة مستوطنة فرنسية في جزر فوكلند؛ وقد أتاح لها موقعها على ثلاثمائة ميل شرقي مضيق مجللان قيمة حربية، لأنها تشرف على المعبر من الأطلنطي إلى الهادي. وقد أنجز مهمته وعاد إلى فرنسا. وفي ١٧٦٥ أبحر ثانية، وعبر المضيق إلى المحيط الهادي ووصل إلى تاهيتي (١٧٦٨). التي كان صموئيل واليس قد اكتشفها قبل ذلك بسنة-واستولى عليها لفرنسا، واكتشف مجموعة جزر ساموا وهيريد الجديدة، ودار حول رأس الرجاء الصالح، ووصل إلى فرنسا في ١٧٦٩، وجلب معه من أقاليم الباسفيك المدارية نبات البوجانفليا المتعرش (الجهنمية). وقد ركزت روايته لرحلته على مناخ تاهيتي اللطيف، وما يتمتع به الأهالي من صحة سابغة، وطبيعة خيرة، وخلق أنيس: وسنلتقي بديدرو معقباً في حسد على هذا التقرير في كتابه "ملحق لرحلة بوجانفيل".
وفي ١٧٦٤ كلفت الحكومة البريطانية الكابتن جون بايرون أن يضع يده على أرض تفيدها في البحار الجنوبية. فرسا على فورت إجمونت في جزر فوكلند، واستولى على الجزر الإنجليزية وهو لا يدري أن الفرنسيين كانوا هناك فعلا. وادعت أسبانيا أن لها حقاً أسبق في تملك الجزر، فأذعنت لها فرنسا، ثم أذعنت إسبانيا لإنجلترا (١٧٧١) وتطالب بها الأرجنتين اليوم.