عليه إهداءها إلى دوق أورليان الحالي الذي يوليني شرف كراهيته لي" وهذا ما حدث فعلاً وأرسل الدوق للصحفي الناشيء خمسة وعشرين جنيهاً (٩٧). وكان متساهلاً في نقده للكتب واللوحات والرسوم (فيما خلا رسوم بوشيه) قائلاً أنه يؤثر الأشارة إلى الأعمال الجيده على السخرية من الأعمال الرديئة"(٩٨) وكان أكثر الفلاسفة أنساً ووداً. وأيد روسو حتى ١٧٥٨، وجريم حتى النهاية تقديراً من ديدرو لخلقه هو نفسه. وقالت مدام أبيناي أنهم تحدثوا عنه "بأعظم الأجلال والأحترام" وأعجبوا بعبقريته، ولكن خلقه كان مثار حماسة خاصة بينهم. ويقول جريم إنه أكمل من عرف من البشر (٩٩). وكانت أخطاؤه في نظر مثل الأصدقاء أخطاء طفل صريح إلى حد السذاجة. وأعتبروا أنه أعمق من فولتير.
ومن المحقق أنه كان أكثر ثراء في الأفكار من فولتير، لأنه لم يكن ثمة قيود ولا ضوابط في بنيانه، وكان أكثر خيالاً وأقل عقلانية. وكان أكثر تهوراً وطيشاً، ولم يكن ناضجاً قط. يقول فولتير "أن ديدرو أتون شديد الحرارة إلى درجة يحترق معها كل ما يخبز فيه"(١٠٠). ومع ذلك خرجت منه أشياء كثيرة لم يكتمل نضجها ولا خبزها، وكان شديد الحساسية مثل روسو رقيق العاطفة مثله، كما كان مثله مستعداً ليبكي على جمال الطبيعة ومآسي الحياة وأعلن رأيه في الدين وربما عبر هذا الرأي عن نفسه: أن في ذرف الدموع بالنسبة للنفس الحساسة الرقيقة لذة وبهجة (١٠١). ورآه زواره أحياناً بذرف الدمع-أو في سورة غضب- على كتاب، وبما كانت صداقته مع روسو قائمة على التماثيل في المشاعر ونفس قوة الوجدان، ونفس حب الطبيعة ونفس المفهم الرومانتيكي للعبقرية على أنها غريزة وأنفعال وخيال، ونفس التحمس لقصص رتشاردسن. وتلهف على تحذير كلاريا من Loelace وعندما قرأ عن الملوك القساة كان من اليسير عليه أن يتخيل أنه يستخدم خنجراً في سهولة عجيبة (١٠٢) أن فولتير+ روسو= ديدرو. ولم يغفر أي من هذين الرجلين له أنه جمع بينهما كليهما، على حين بقي هو فريداً مع نفسه.