أوا فقط أعماله المنشورة، وأهمها دائرة المعارف ورواياته وأحسنها التمسك بالدين وجاك المؤمن بالقضاء والقدر، وحلم دالمبير وأبن أخي رامو، ولملا تكن قد طبعت عند وفاته. ومل أجل هذا السبب من ناحية ولتطرف آرائه وأفكاره في الدين والجنس أخفق ولم يحاول قط اللحاق بالأكاديمية ومهما يكن من أمر فإنه في نظر أصدقائه كان الفيلسوف زعيم زعيم جماعة الثائرين المتمردين. إن روسو حتى بعد أن كرهه بأعتباره عدواً خفياً كتب في أعترافاته "سيبدو ديدرو لعدة قرون قادمة فذاً أعجوبة، وينظر الناس من بعيد إلى هذا الرأس العالمي بمزيج من الأعجاب والدهشة كما ننظر نحن الآن إلى رأس أفلاطون وأرسطو (١١٧).
وأفتتن جيته وشيللر ولسنج بكتابات ديدرو وشارك ستندال وبلزاك ودلا كروا في الأعجاب به وأعتبره كومت أسمى عبقرية في ذاك العصر المثير (١١٨) وأسماه ميشيليه "برومثيوس الحقيقي (في الأساطير اليونانية هو الشيطان المعبود الذي سرق النار من السماء وعلمها لأهل الأرض). وقال إن المرء ليستطيع أن ينهل من كتابات ديدرو لمدة سنة ومع ذلك تتبقى ذخائر لا حصر لها (١١٩) وهلا أستمعنا إلى مدام جيوفرين التي عرفته حق المعرفة، ولكنها لم تقرأ كتبه، أنها كتبت تقول "أنه رجل طيب ورجل أمين ولكنه عنيد متشبت برأيه (ولو كان خطأ) غير متزن إلى حد أنه يرى ويسمع الأشياء على ما هي عليه ومثله كمثل رجل يحلم ثم هو يؤمن بأنه أحلامه صادقة (١٢٠).
كان ديدرو طيباً وسيئاً، أميناً وخائناً، عنيداً ونزاعاً إلى الحق، قليل التوازان وخلاقاً مبدعاً بشكل بارع، كما كان حالماً ومناظلاً ومتنبئاً، يبدو أن مكانته في التاريخ تعلو وتسمو كلما أبتعد زمانه، حتى إن بعضهم اليوم ليعتقد أنه أعظم شخصية أمتاعاً وإثارة في فرنسا في القرن الثامن عشر (١٢١) ولتقف الآن عند هذا الحد حتى نلتقي به مرة أخرى وجهاً وجهاً مع أمبراطورة ثم في لقاء الفلاسفة مع الموت.