عن النظام الاشتراكي في شئ، ومستعيناً في هذا الحل بمستشار إمبراطوري خاص يشرف على هذه الشئون.
ويعد وانج آن- شي (١٠٢١ - ١٠٨٦) من الشخصيات الفذة التي تبعث الحياة والروح في تاريخ الصين الطويل؛ وقد خلد التاريخ ذكره رغم هذا الطول، وإن شخصيته لتبدو لنا ناصعة فذة رغم ما بين بلادنا وبلاده من تناء.
ذلك أن من مساوئ هذا التنائي أن يجعل انفصالنا الطويل عن مسرح الحوادث الأجنبية يطمس معالم الاختلاف في الأماكن وفي أحوال الناس، ويخفى ما بين الناس الشخصيات الشديدة الاختلاف من فروق، ويخلع عليها كلها غشاوة من وحدة المظهر والصفات تجعلها كلها جامدة كليلة. لكن وانج شذّ عن هذه القاعدة، فقد كان حتى في رأي أعدائه- وإن كثرتهم في حد ذاتها لدليل على جلال شأنه- رجلاً يختلف عن سائر الرجال، وهب حياته لإقامة نظام صالح لحكم البلاد، وعمل مخلصا لرفاهية شعبه، غير مبال بما يصيبه في سبيل هذا العمل من نصب وأذى، لا يدخر في ذلك جهداً، ولا يترك لنفسه من الوقت ما يعنى فيه بشخصه أو بملبسه، ولا يقل عن كبار العلماء في أيامه علماً وبراعة في الأسلوب، يحارب في شجاعة جنونية الطائفة الجامدة المتحفظة الغنية صاحبة السلطان القوي في أيامه. وتشاء المصادفات أن يكون الشخص العظيم الوحيد الذي يشبهه في تاريخ بلاده هو سميه وانج مانج الذي عاش قبله بنحو ألف عام- أي أن مجرى التاريخ الصاخب المضطرب قد سار ألف عام كاملة منذ الوقت الذي أجريت فيه أول تجربة بارزة لتحقيق المبادئ الاشتراكية.
وما كاد وانج آن- شي يتولى أكبر منصب في مقدور الإمبراطور أن يوليه إياه، حتى وضع ذلك المبدأ العام وهو أن الحكومة يجب أن تكون مسئولة عن رفاهية جميع السكان البلاد. ومن أقواله في هذا: "يجب أن تسيطر الدولة على جميع شئون التجارة والصناعة والزراعة وتصرفها بنفسها، وأن يكون الهدف