فضوله للفاكهة (التفاح) أو المعرفة. ودمغوا الحروب الصليبية بأنها حملة لاغتصاب الأرض واحتكار التجارة، واحتقروا العصور الوسطى باعتبارها عصوراً مظلمة، ونظروا بازدراء إلى الكاتدرائية القوطية على أنها وحشية بشعة. ولحظ عليه دالمبير "قدراً من التسامي بالأفكار وقلقاً واهتياجاً وفوراناً عاماً في الأذهان اكتسح منه بشيء من العنف كل ما وقف في طريقه"(٧٠).
وكان هناك جاك أندريه نجيون Noigeon الذي وصفه سانت بيف بأنه "شماسي" متعصب للإلحاد (٧١) أنه عاش وعمل مع دي هولباخ مترجماً وقوراً، ونشر معاً على مدى عشر سنين ثلاثين كتاباً صغيراً أو كبيراً أصلاً أو مستورداً، وكلها ضد المسيحية. وقال ديدرو "إنها قنابل تتساقط كالمطر في بيت الرب (٧٢). كمل كان هناك نيقولا بولانجيه، وهو أيضاً أحد أصدقاء دي هولباخ. واشترك في هذه الحملة على المسيحية حتى وفاته (١٧٥٩) وخلف وراءه مخطوطة عنوانها "إماطة اللثام عن عهد قديم" احتفظ بها دي هولباخ حتى عام ١٧٦٥ حين أصبح شوازيل على رأس الوزارة وكان صديقاً لجماعة الفلاسفة. وعندئذ دفع بها إلى المطبعة مع مقدمة مثيرة بقلم ديدرو. ويقول بولانجيه: "أن الديانة نشأت من خلال مخاوف الإنسان البدائي من الفيضانات وغيرها من الكوارث الواضح أنها خارقة للطبيعة ونظمها (أي الديانة)، أقامها قسيسون وملوك في مؤامرة لتبرير الطغيان في سبيل فرض جائر لعقيدة تقليدية، ولن يجد الجنس البشري مطلقاً مهرباً من هذه المؤامرة الشريرة إلا باتباع نور العقل تحدياً للقساوسة والملوك (٧٣).
وأهم من هذا كان أندريه موريليه. وهو نتاج آخر لليسوعيين وراهب آخر تدرج في مراتب المتمردين. ولد في 1727 وعاش طويلاً حتى وصفته مدام نكر بأنه "دب" وعلى الرغم من ذلك أوتي من الصراحة والإخلاص والاستقامة بالإضافة إلى ألف من الصفات الحسنة وقدر كاف من الدين