ما يجعله يرتاب في وجود إله. ويصرح أحياناً بذلك إلى أصدقائه اعتماداً منه على حكمتهم في أنهم لن يفضحوا سذاجته وسرعة تصديقه (٧٤). وكتب تحت إشراف ديدرو بعض المقالات لدائرة المعارف. وعلى مائدة العشاء لدى هولباخ كانت سخريته لاذعة حتى أن فولتير أسماه "الأب الموقر السيد عضهم انهشهم" ولكن قال عنه مارمونتيل "أنه كان لديه أفكار عميقة … وكان قويم الخلق كما كان ثابت الجنان"(٧٥). وفي ١٧٦٢ نشر "كتيباً عن أعضاء محاكم التفتيش" عبارة عن مختارات من "إدارة محاكم التفتيش" لنقولا أميريكو قد عمل في حماسة وغيرة محققاً وعضواً هاماً في محاكم التفتيش من ١٣٥٦ إلى ١٣٩٩. وكان الفرنسيون قد نسوا تقريباً محاكم التفتيش الأسبانية ولكن موريليه أعادها إلى ذاكرتهم بمجرد اقتباس إجراءات هذا النظام وعقوباته في أوج عظمته. ومنح مالشرب موريليه ترخيصاً حكومياً بطبع الكتاب قائلاً أن قانون العقوبات الفرنسي كان لا يزال من الوجهة العملية مطابقاً لقانون محاكم التفتيش (٧٦). وكاد موريليه إلا يصدق هذا، ولكن في السنة التي رأى فيها الكتاب طريقه إلى المطبعة وجد برلمان تولوز يقضي على جان كالا Calas في آلة التعذيب.
وذكر جريم الرزين الرصين عادة عن راهب أخر هوجوبوم رينال Raynal في صحيفته "كورسبندانس" عن ١٧٧٢ "منذ صدور كتاب مونتسكيو روح القوانين ربما يظهر في أدبنا كتاب أجدر بالانتقال إلى أبعد الأعقاب والأجيال القادمة أو الرفع من شأن تقدم الاستنارة لدينا من كتاب رينال "التاريخ الفلسفي والسياسي للمستعمرات والتجارة الأوربية في جزر الهند الشرقية والغربية (٧٧) " وربما كان جريم يتخذ بصفة خاصة موقفاً ودياً من المؤلف لأن رينال هو الذي أفتتح في ١٧٥٣ وأوصى في ١٧٥٥ بصحيفة الكورسبدانس الأدبية لجريم، وعليها عاش جريم. وأكثر منهذا فإن ديدرو صديق جريم قد عاون في إعداد كتاب رينال الخالد الذي لا يفتح ولا يقرأ في أيامنا هذه أو يبدو أن رأى جريم أكده ما نال