مصلحة أضعاف الوحدة الداخلية بين الدول الكاثوليكية نتيجة للحملة ضد الكنيسة، ولكن أثار استياءه وربما أثار مخاوفه أن يبلغ التمرد حداً يتجاسر معه الآن على تحقير الملوك والنيل من الإله. أن نفس القلم الذي دبج يوماً ضد المكيافيللية، يكتب الأن تفنيد منهج الطبيعة، أن هذا الرجل دي هولباخ قد ركب متن الشطط: يقول فردريك "إذا تحدث إنسان إلى عامة الناس علانية فيجدر به أن يأخذ في اعتباره رقة الآذان الخرافية، ويجد به ألا يصعق أحداً، وينبغي عليه أن يتريث حتى تبلغ الاستنارة حداً يسمح له بالجهر بأفكاره (١٥١).
وواضح أنه بناء على إيحاء فردريك، ولكن من الجائز أكثر من ذلك أنه نتيجة الخوف من أن تؤدي شدة تطرف دي هولباخ إلى انفضاض الناس من حول الفلاسفة، اللهم إلا الملحدين والثوريين، نجد فولتير وكأنما هو قائد جيش يؤنب ضابطاً (ملازماً أول) وقحاً- خصص في مقاله "عن الله" في "قاموسه الفلسفي" عدة صفحات ينتقد فيها رائعة دي هولباخ، فهو يقول في بداية كلامه:
"أن المؤلف أفاد من أن الجميع يقبلون على آرائه: العلماء والجهلة والنساء على حد سواء. إن لأسلوبه مزايا نفتقدها عند سبينوزا. وهو في الغالب واضح وأحياناً فصيح، على الرغم من أنه مثل الباقين قد يؤخذ عليه التكرار والأسلوب الخطابي والتناقض الذاتي. أما من حيث عمق التفكير فالغالب أنه لا يوثق به الفيزياء وفي الأخلاق كليهما. وهنا تكمن مصلحة الجنس البشري ومن ثم يجدر أن نتبين هل نظريته صحيحة ومفيدة".
ولا يوافق فولتير على أن النظام الذي ننسبه إلى الكون، والخلل الذ نظن أننا قد نجده فيه، هما أفكار أو أهواء ذاتية. وحاول أن يبرهن على أن النظام بارز إلى أبعد الحدود وأن الخلل أحياناً واضح إلى حد مؤلم:
"ماذا! أليس الطفل الذي يولد أعمى أو بلا رجلين أو غير سوي بشع إلى حد بعيد يتعارض مع طبيعة الجنس البشري؟ أليس الإطراء المعتاد في