يحولوا بينه وبين الارتداء إلى الكثلكة. وأقر الاتهام الأهالي وكثير من أعضاء برلمان تولوز، وأعمت حمى الانتقام الناس.
قد يكون من الصعب الآن أن يصدق أحدنا أن يعهد والد إلى قتل ابنه ليحول دون تغيير مذهبه اليني، وقد يكون مرجع ذلك إلى أننا نفكر تفكيراً تغلب عليه النزعة الفردية. وبعد قرنين من الزمان تدهورت فيهما العقيدة الدينية. وفكر أهل تولز مجتمعين كجمهور، والجماهير قد تشعر ولكن لاتفكر، واشتدت صورة الغضب حمى الانتقام نتيجة احتفال أقامه "النادمون البيض" في كنيستهم، وعلقوا فوق نعيش خال هيكلاً عظيماً يحمل في إحدى يديه نقشاً يدل عل "تجنب الهرطقة" وفي الأخرى سعفاً يرمز إلى الاستشهاد، وتحت هذا الاسم "مارك" انطوان كالاس اقترضوا أن الشباب لم ينتحر فدفنوا الجثة باحتفال مهيب في كنيسة سان ستيفن. وعبثاً احتج بعض رجال الدين على أن هذا استباق للحكم في قضية القتل (٤٣).
وجرت محاكمة آل كالاس أمام الاثني عشر قاضياً في محكمة تولوز البلدية. وصدرت مذكرة تحذير تتلى في ثلاثة أيام أحد متوالية في كل كنيسة تدعو للأدلاء بالشهادة كل من يعرف شيئاً عنظروف الوفاة. وتقدم للشهادة عدة أشخاص وشهد أحد الحلاقين بأنه سمع في تلك الليلة المشئومة صراحاً من بيت أسرة كالاس: آه يالهي أنهم شنقونني "وادعى آخرون أنهم سمعوا مثل هذه الصيحات. وفي ١٠ نوفمبر ١٧٦١ إدانت محكمة تولوز البلدية جان كالاس وزوجته وأبنه بيير، وأصدرت حكماً بإعدامهم شنقاً، وحكمت على لافاييس بالتجديف في المراكب الشرعية، كما حكمت على جين فنيير بالسجن لمدة خمسة أعوام. وكانت المربية الكاثوليكية قد اقسمت اليمين على براءة مخدوميها البروتسانت.
واستؤنف الحكم أمام برلمان تولوز الذي عين هيئة من ثلاثة عشر قاضياً استمعوا إلى ثلاثة وستين شاهداً آخرين. واستند كل الشهو إلى الشائعات واستمرت المحاكمة ثلاثة أشهر احتجزت فيها أسرة كالاس ولافايسس منفردين