للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأدان الحكم النهائي الوالد فقط. ولم يستطع أحد أن يوضح كيف تسنى لرجل في الرابعة والستين أن يتغلب دون مساعدة على أبنه الناضج المكتمل النمو ويشنقه. وأملت المحكمة أن يعترف كالاس تحت ضغط التعذيب، ولكم من مرة نصحوه بالاعتراف، وكم من مرة أكد أن مارك أنطوان انتحر. وبعد راحة مدتها نصف ساعة خضع للتعذيب الشديد الاستثنائي حيت صبوا في حلقة نحو "جاولنين" من الماء ولكنه أصر على أنه بريء. ثم صبوا في حلقه عنوه جالونين آخرين حتى انتفخ جسمه إلى ضعف حجه الطبيعي، ولكنه ظل مصراً على براءته فسمح له بالتلص من الماء، فأخذه إلى ميدان عام أمام الكاتدرائية ووضع على صليب وبإحدى عشرة ضربة من قضيب حديدي هشم الجلاد أطرافه في موضعين وأعلن الرجل براءته، وهو يهيب بيسوع المسيحح لنجده، وبعد ساعتين من الآلام المبرحة شنق ثم شيدوا جثمانه إلى خازوق وأحرق (١٠ مارس ١٧٦٢) (٤٤).

واطلق سراح المسجونين الآخرين، ولكن الدولة صادرت ممتلكات كارس. وأسرعت الأرملة وبيير إلى مأوى في في مونتوبان وأرسلت البنتان إلى ديرين مختلفين. ولما رأى دونات أنه مهد بالخطر في نيم هرب إلى جنيف. وإذ سمع فولتير بالمأساة دعا دونات إلى ملاقاته في لي دليس في ٢٢ مارس وكتب فولتير إلى داميلافيل "سألت ونات إذاً كان أبوه وأمه من ذوي الطبع الحاد، فأجاب أنهما لم يضربا أحد من أبنائهما قط، وأنه ليس ثمة آباء أشد منهما حناناً وتسامحاً (٤٥). واستشار فولتير تارين من جنيف كانا قد أقاما مع كالاس في تولوز، فأكد صدق اقال دونات. وكتب إلى بعض الأصدقاء في لنجدوك فأجاب الكاثوليك والبروتستانت جميعهم بأن جريمة الأسرة كانت فوق أي شك معقول (٤٦) وأتصل فولتير بالأرملة فبعثت إليه برد واضح فيه صدقها وإخلاصها كل الوضوح، إلى حد أنه حفزه إلى العمل والتصرف. فأهاب بالكردينال دي بريس، ودارجنتال ودوقة دي أنفيل ومركيزة دي يقولا والدوق دي فبللار والدوق دي ريشيليو ليتوسلوا