إلى وزيري الملك شوازيل وسانت فلورتين ليأمرا بإعداة النظر في المحاكمة. ةالحق دونات بأسرته وأحضر بيير كالاس إلى جنيف وأقنع مدام كالاس بالإقامة في باريس حتى يكون من الميسور سؤالها والرجوع إليها. واستخدم محامين ليشيروا عليه بما يجب إتخاذه من إجراءات فنية قانونية في القضية. ونشر كتيباً تحت عنوان "الوثائق الأصلية في وفاة السيد الاس (٤٧)، واتبعه بنشرات أخرى. أهاب بسائر الكتاب أن يسخروا أقلامهم لإيقاظ ضمير أوربا وإثارة الشعور فيها. وكتب إلى داميلافيل "أحتج ودع الأخرين يحتجون على قضية أسرة كالاس، أرفعوا عقيرتكم بالاحتجاج على التعصب (٤٨)" كما كتب إلى دالمبير "أرفع صوتك في كل مكان، استحلفك بالله من اجل آل كالاس ضد التعصب. إنهم فقدوا اعتبارهم نتيجة أتهامهم بهذا الجرم الشائن. وهذا هو سبب شقائهم وتعاستهم، وحث على التبرع بالأموال لسد نفقات هذه الحملة التي تحمل الجزء الأكبر منها حتى هذه اللحظة. وأنهالت عليه التبرعات من كل جانب، ومن ملكة إنجلترا إمبراطورة روسيا وملك بولندا. ووافق محام لامع ن باريس على إعداد القضية لرفعها إلى مجلس الدولة دون أن يتقاضى أجراً. وقصدت بنات كالاس إلى باريس للحاق بوالدتهن. وحصلت أحداهن على رسالة من راهبة كاثوليكية تستدر العطف على آل كالاس (٥٠) وفي ٧ مارس ١٧٦٣ أستقبل وزراء الملك الأم وبناتها. واجتمع الرأي علىضرورة ظر القضية من جديد. وصدر الأمر بإحضار كل الوثائق والمستندات المتعلقة بالموضوع من تولوز.
ولكن قضاة تولوز لجأوا إلي مائة حيلة للأطباء في جميع الوقائع وإحالتها. وفي أثناء ذلك الصيف كتب فولتير ونشر بحثه الهام "رسالة عن التسامح" ورغبة منه في إدياد إقبال الناس عليها وأفتتانهم بها كتبها بأسلوب يتسم باعتدال يثير الدهشة والعجب. أنه أخفى أنه المؤلف، وتحدث حديث رجل مسيحي تقي متمسك بالدين مؤمن بالخلود، وامتدح أساقفة فرنسا على أنهم سادة مهذبون ويفكرون ويعملون بشكل نبيل يتناسب مع شرف محتدهم (٥١).