للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وزعم أو تظاهر بأنه يرتضي المبدأ الذي يقول بأنه "لا خلاص بغير الكنيسة" (٥٢). ولم تكن الرسالة موجة إلى الفلاسفة بل إلى رجال الدين الكاثوليك أنفسهم، ومع ذلك لم تخلُ من الجرأة والتهور لأنه كثيراً ما نسي قراءه.

وبدأ فولتير رسالته بالحديث عن محاكمة كالاس وإعدامه وعرض تاريخ التسامح وبالغ في الكلام عنه في حالة اليونان ورومة. واستبق جيبون في محاولة إقامة الدليل على أن اضطهاد المسيحيين للهرطقة فاق بما لا يقاس اضطهاد الرومان للمسيحيين حيث كان الهراطقة "يشنقون أو يغرقون أو تحطم أجسامهم في عجلة التعذيب أو يحرقون بسبب حب الله (٥٣) " ودافع عن الإصلاح الديني باعتباره ثورة لها ما يبررها ضد بيع البابوية لصكوك الغفران، وهي البابوية التي حط من قدرها حوادث غرام البابا الإسكندر السادس وحوادث القتل التي أرتكبها قيصر بورحيا ابن البابا. وأبدى دهشته وشدة استيائه عندما اطلع على محاولة حديثة لتبرير مذبحة سانت برثلميو (١) وسلم بأن البروتستنت كانوا كذلك غير متسامحين (٢) وعلى الرغم من ذلك أوصى بإباحة العبادة البروتستنتية في فرنسا وعودة الهيجونوت المنفيين إليها.

: أنهم لا يطالبون إلا حماية القانون الطبيعي لهم، وإقرار صحة زواجهم، والأطمئنان على احوال أبنائهم وحقهم في الوراثة عن آبائهم، وتحرير


(١) كان هذا في "اعتذار لويس الرابع عشر" ١٧٦٢ بقلم القسيس كافيراك وقد لستنكر كثير من رجال الدين الكاثوليك هذا الكتاب (٥٤)؟
(٢) وبما ان الوعاظ اللوثريون والكلفنيون قليلي الإتجاه إلى الشفقة والرحمة قساة القلوب غير متسامحين كذلك حين ينتقدون مخالفيهم بقسوة. إن القانون الوحشي الذي يخطر على أي كاثوليكي روماني الإقامة في بلاد معينة لأكثر من ثلاثة أيام لم يلغ بعد-رسالة عن التسامح المطلق في أعمال فولتير ٢١ أص ٢٥٧ أنظر شجب فولتير لقانون اليجونوت المتعصب البعيد عن التسامح في مقالة "دواد" في القاموس الفلسفي.