للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

امتحن الله بها قلوب آل كالاس أعلم مجلس الملك في ٩ مارس ١٧٦٥ أن اتهام جان كالاس باطل نطق ببراءته وحصل شوازيل من الملك على منحه قدرها ثلاثون ألفاً من الجنيهات تعويضاًللأرملة أبنائها عن فقد ممتلكاتهم. ولما وصلت أنباء هذا الحكم إلى فرني بى فولتير فرحاً.

وفي الوقت نفسه (١٩ مارس ١٧٦٤) أمرت المحكمة البلدية Mazamet في جنوب وسط فرنسا بإعدام بييربول سيرفن Sirven زوجته بتهمة قتل أبنتهما للحيلولة بينها وبين التحول إلى الكاثوليكية. وقضى الحكم بأن تشهد البنتان الباقيتان على قيد الحياة إعدام الديهما (٥٨) وكان ينبغي أن يتم هذا الإجراء بصورة رمزية لأن الأسرة كانت قد هربت إلى جنيف (١ إبريل) وكانت قد بلغت فولتير بقصتها.

وكان سيرف بروتستانتياً يقيم في كاستر Castre على بعد نحو أربعين ميلاً إلى الشرق من تولوز. وفي ٦ مارس ١٧٦٠ اختفت الأبنة الصغرى اليزابث وعبثاً حاول والداها البحث عنها. واستدعاهما أسقف كاستر وأبلغهما أنه كان قد أرسل الفتاة إلى أحد الأديار، بعد أن أفضت إليه برغبتها في أن تصبح كاثوليكية. وسمح القانون الفرنسي الذي سن في عهد لويس الرابع عشر للسلطات الكاثوليكية بانتزاع الولد فوق سن السابعة من بين أحضان والدية، ولو بالقوة عند الاقتضاء، إذا طلب التحول إلى المذهب الكاثوليكي. واستبدت الأوهام باليزابث في الدير وتحدثت إلى الملائكة ومزقت ملابسها عن جسمها وتوسلت أن تُضرب بالسياط. وباتت الراهبات في حيرة من أمر أليزابث، وكيف يتصرفن معها، فأبلغن الأسقف بخبرها، فأمر بإعادتها إلى والديها.

وفي يولية ١٧٦١ أنتلت الأسرة إلى سانت آبي St. Abby على بعد ٥٠ ميلاً من كاستر. وهناك في إحدى ليالي ديسمبر غادرت اليزابث غرفتها-ولم تعد. وفي ٣ يناير وجد جثمانها في بئر. ولم يكن أهالي سانت آبي ميالين إلى اتهام أسرة سيرفن بقتلها ومثل ٤٥ شاهداً أمام المحكمة المحلية. فعبروا