جميعاً بلا استثناء عن رأيهم في أن الفتاة إنتحرت أو أنها سقطت في البثر بمحض الصدفة. فأرسل المدعي المحلي ترنكييه Trinquier مذكرة بالحادث إلى المدعي العام في تولوز فأصدر إليه تعليماته بمواصلة السير في القضية مع إفتراض أن سير فن مذنب: وبدا هذا غير جائز لأن سير فن كان متغيباً عن البلدة ليلة اختفاء اليزابث. كما كانت زوجته عجوزاً واهنة. وكانت إحدى البنات حبلى. وكاد يكون من غير المعقول أن تكون إحدى هاتيك السيدات قد دفعت بالبنت إلى البئر دون أن يسمع لها صراخ. ومع ذلك فإن ترنكييه أصدر في ٢٠ يناير أمراً بالقبض على سيرفن.
وعلم سير فن أنه قبل ذلك بنحو شهرين كانت محكمة تولوز قد أصدرت حكماً بإعدام جان كالاس بتهمة مماثلة بناء على: أدلة مشتبه فيها غير قاطعة. وإذا استسلم للأعتقال والتحقيق والمحاكمة فإن قضيته ستعرض فب النهاية على برلمان تولوز، ولما لم يكن يثق في هذه المحاكم فأنه حمل زوجته وبناته في أواسط الشتاء عبر فرنسا وفوق جبال السفن Sevennes إلى نيف على أمل أن يهب المدافع عن كالاس لمعاونته.
وكان فولتير لا يزال منهمكاً في حملته من أجل كالاس فرأى من سداد الرأي ألا يشغل الذهن الفرنسي بقضيتين في وقت معاً. وأسهم في الأخذ بيد الأسرة التي كانت أملاكها قد صوردرت، ولكن عندما أقحمتها سلطات تولوز فقي الموضوع استجابة لطلب وثائق مستندات قضية كالاس، استأنف فولتير الهجوم بالبدء في شن حملة من أجل سير فن، وعاود الكرة في طلب المعونة والتبرعات التي جاءته من فردريك الثاني ملك بروسيا وكريستيان السابع ملك الدنمرك وكترين الثانية قيصرة روسيا وستاسلاس بونيا توسكي ملك بولندا. ورفضت محكمة مازامي طلب نسخة من أوراق التحقيق.
ويجدر بنا ألا نسهب في إيراد فاصيل الصراع في هذه القضية فقد ظلت منظورة حتى نقض برلمان تولوز آخر الأمر في ١٧٧١ حكم محكمة أول