للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

درجة وقضى ببراءة أسرة سيرفن وأعاد إليها أملاكها. وقال فولتير:

"لقد استغرق صدور الحكم بإعدام هذا الرجل ساعتين واستغرق النطق ببراءته تسع سنوات (٥٩).

وروع فولتير حين علم وسط هذا الجهد الكبير والشغل الشاغل أنه هو نفسه متورط في قضية برزت فجأة في آبفيل على شاطئ المانش. ذلك أنه في ليلة ٨ - ٩ أغسطس شوه صليب خشبي (تمثال يمثل المسيح مصلوباً) على جسر بونت نيف على نهر السوم كما لطخ صليب آخر في مقبرة سانت كاترين بالأوساخ والأقذار. وفزع رجال الدين والهالي حين ما اكتشفوا تدنيس المقدسات على هذا النحو وقصد أسقف أميان إلى آبفيل وقاد وهو حافي القدمين موكباً اشترك فيه كل السكان تقريباً يلتمسون المغفرة من الرب. وقرئ في كل الكنائس تحذير ينذر بتوقيع العقوبة الصارمة على كل من كان في مقدوره أن يلقي شيئاً من الضوء على هذا السر لم يتقدم للأدلاء بما يعلم. واتمع القاضي دوفال إلى ٧٧ شاهداً وذكر بعضهم أنهم لاحظا ثلاثة شبان بموكب عيد الجسد دون أن يركعوا أو يخلعوا قبعاتهم. وزعم آخرون إن عصابة من شبان آبفيل، من بينهم ابن دوفال، درجوا على السخرية من المواكب والاحتفالات الدينية والتغني بأغان ماجنة (٦٠). وفي ٢٦ أغسطس صدرت مذكرات إلى جيار أتاللوند وشيفالييه جان فرنسوا ليفبردي لابار شاب في السابعة عشرة يعرفهالتاريخ باسم موازيل فقط. وهرب أتاللوند إلى بروسيا. وقبض على موازنل Moisnel ودي لابار. وحصل موازنل على عفو جزئي باعترافه بأنه هو والآخرون ارتكبوا هذه الأعمال المزعومة. واتهم دي لابار بأنه بصق على صور القديسين وبأنه أنشد ابتهالاً بذيئاً اسمه "لامادلين" وبأنه أعار القاموس الفلسفي "ورسالة إلى فراشه" لفولتير، وزعم أنه رأى أتاللوند يضرب الصليب فوق القنطرة ويلطخ الصليب بالأقذار في المقبرة.