وكان لابار حفيد قائد أخنى عليه الدهر واعترف بأنه مهرطق. وروى أحد الشهود أن لابار عندما سئل لماذا لم يخلع قبعته أمام موكب عيد القربان أجاب بأنه "اعتبر القربان قطعة من الشمع ول يستطع أن يفهم كيف يقدم أي إنسان على عبادة إله من العجين. وأقر لابار بأنه ربما قال شيئاً من هذا القبيل وأضاف إنه قد سمع شباناً آخرين يبدون شيئاً من مثل هذه المشاعر والآراء وإنه لا ضير عليه من مثلها. كذلك وفتشت مكتبته فوجد فيها قاموس فولتير وكتاب هلفشيوس "الذكاء" وكتب أخرى تهاجم الدين وفي أول الأمر نفى علمه بانتهاك أتاللوند للحرمات المقدس فلما علم باعتراف موازنل عاد فأكد صحته. وكانت الجريمة النهائية التي اتهم بها دي لابارهي التجديف على الله والقربان المقدس والعذراء المقدسة والدين والوصايا الإلهية وتعاليم الكنيسة والتغني بأغنيتين مملؤتين بالتجديف اللعين البغيض ووضع علامات التقديس والإجلال على بعض الكتب السيئة السمعة وانتهاك حرمة علامة الصليب وسر تقديس النبيذ والبركات التي تمنحها الكنيسة والتي يقرها المسيحيون (٦١).
وفي ٢٨ فبراير ١٨٦٦ أصدرت محكمة آبفيل حكمها. وهو يقضي بتعذيب لاباروتا للموند عند اعتقالهما حتى يبوحا بأسماء شركائهما. كما يقضي عليهما بالتفكير علناً أمام الكنيسة الرئيسية في المدينة ويقطع لسانيهما من الجذور ضرب عنقيهما ثم إحراق جثتيهما حتى رمادا. كما يجب إلقاء القاموس فولتير الفلسفي في نفس النار. واستؤنفت الحكم أمام برلمان باريس. وطالب بعض الأعضاء بتخفيفه. فرد العضو باسكييه بأن الأمر يحتاج إلى إنذار وعقوبة رادعة لاستئصال شأفه الكفر الذي يهدد الاستقرار الاجتماعي والأخلاقي، وحاول التدليل على أن المجرم الحقيقي هو فولتير، ولكن حيث أنه لا سبيل أمام البرلمان للوصول إلى أس البلاء فيجب أن ينال تلميذه جزاءه بدلاً منه. وصوت عضوان على إبدال الحكم وتخفيفه وصوت خمسة عشر عضواً على تنفيذه برمته. وفي أول يولية ١٧٦٦ نفذ