الحكم باستئناء قطع اللسان. ولقي لابار مصيره دون توريط أحد من أصدقائه. وفصل الجلاد الرأس عن الجسد بضربة مسددة تسديداً محكماً مما نال إعجاب الجمهور واستخدامه (٦٢).
وصعق فونتير لصرامة العقوبة وأحس بأنها وحشية خليقة بمحكمة التفتيش الإسبانية في أسوأ أحوالها، وكتب أسقف أنسي Anncey إلى المحكمة الفرنسية يطلب تطبيق العقوبات الواردة في إلغاء مرسوم نانت على يد فولتير الذي كتب إلى دالمبير يقول إن هذا الأسقف الوغد لا يزال يقسم أنه سيراني أحرق غفي هذه الدار الدنيا أو في الدار الآخرة .... وتجنباً للاحتراق فاني أرقد في مقدار من الماء المقدس (٦٣). وخشية إستدعائه للمثول أمام برلمان ديجون إنتهز الفرصة لتجربة المياه المعدنية في رول بسويسرا. ثم عاد إلى فرني ليستأنف جهوده من أجل سيرفن.
واقترح آنذاك على دالمبير وديدرو أن يبرحا هم وسائر الفلاسفة فرنسا تحت جنح الليل: ويقيموا في كليفر تحت حماي فردريك الأكبر. ولم يتحمسا كما لم يتحمس فردريك لهذه الخطة. وأقر الملك بأن عقوبة دي لابار كانت متطرفة في صرامتها أما هو فكان يرى من جانبه الحكم على الشاب بقراءة "خلاصة اللاهوت" لتوماس أكويناس، فهذا في نظره مصير أسوأ من الموت، ثم استطرد فردريك ليزود فولتيربشء من النصيحة:
"إن ما حدث في آبفيل مأساة ولكن ألم يخطئ أولئك الذين عوقبوا؟ هل لنا أن نهاج باشرة الحزازات والاحقاد التي غرسها الزمن في أذهان المم؟ وهل يجوز لنا إذا أردنا أن ننعم بحرية الفكر أن نتقر الديانة السائدة. أن الإنسان الذي لا يهدف إلى تعكير الصفو وأثاره القلق نادراً ما يضطه. وتذكر قول فونتنل "إذا كانت يدي مملؤة بالحقائق فينبغي عليّ أن أفكر لأكثر من مرة قبل أن أفتحها (٦٤) ".
أما فيما يتعلق بمستعمرة الفلاسفة المقترحة في ليفز فإن فردريك عرض أن يبسط عليهم حمايته شريط أن يحافظوا على السلام ويحترموا عقيدة الشعب.