للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأضاف "أن الرجل لا ينبغي له أن يتنور … وإذا كان الفلاسفة أن يشلوا حكوم فإن الناس بعد ١٥٠ عاماً سيصطنعون خرافات جديدة، فيصلون لأصنام صغيرة أة للأجداث التي دفنت رفات عظماء الرجال، أو يتضرعون إلى الشمس أو يعمدون إلى شيء من مثل هذا الهراء. إن الخرافة وطن ضعف في ذهن الإنسان وجزء لا يتجزأ منه ولا ينفصل عنه، إن هذا الضعف كان موجوداً وسيظل موجوداً دائماً (٦٥).

وتابع فولتير حملته وأخرج "موجز عن الموت شيفاليه دي لابار. وأرسل إلى أصدقائه الملكيين يطلب إليهم التوسط لدى لويس الخامس عشر ليرد إلى الشاب الميت اعتباره بشكل أو بآخره. ولما أخفقت هذه المساعي أرسل إلى لويس السادس عشر (١٧٧٥) رسالة عنوانها "صرخة الدم البرئ". ولم ينقض الحكم على لابار قط ولكن رضيت نفس فولتير حين رأى ترجو يعيد النظر في قانون العقوبات الذي أجاز إعدام شاب نتيجة أخطاء يبدو أنها تستحق عقوبة أقل من ضرب العنق. وتابع فولتير بنشاط يستحق التنويه به في مثل سنه، قيادة هذه الحملة الصليبية حتى آخر ياته ضد إفراط الكنيسة والدولة.

وفي ١٧٦٤ ظفر بإطلاق سراح لود شومونت الذي كان قد حكم عليه بالجديف في السفن الشراعية لحضوره صلاة بروستانتية. ولما أطاحوا برأس كونت توملس دي لالي (١٧٦٦ في باريس) القائد الفرنسي الذي هزم أمام الإنجليز في الهند بتهمة الخيانة والجبن فإن فولتير تلبية لنداء ابن لالي، كتب مجلداً من ٣٠٠ صحيفة تح عنوان شذرات تاريخية عن الهند يبرئ فيه الكونت، واستحث مدام دي باري لتتوسط لدي لويس الخامس عشر وألغى الحكم ٧٧٨ قبل وفاة فولتير بزمن قصير.

إن هذه الجود الشاقة أرهقت المناضل الذي بلغ الثمانين، ولكنها جعلت منه بطل فرنسا المتحررة. وأورد ديدور في كتابه (ابن أخي رامو) أن فولتير بلغ الذروة في كتابه محمد، ولكني كنت أفضل أن أدافع عن كالاس. (٦٦)