الملك والملكة قد سرهما ما سمعا من أنباء إصلاحه. ووافق الكاهن دي لاباتري على أن يتناول فولتير الأسرار المقدسة، ولكنه عندما رأى هزال المبلغ أبدى ملاحظة فحواها أن فولتير نسي أن يدفن نفسه، فأجاب فولتير بأنحناء واحترام "بعدك يا سيدي". (١٢٨) وفي ٣١ مارس سنة ١٧٦٩ استدعى موثقاً ووقع أما عدة شهود وثيقة تؤكد رغبته في الموت على العقيدة الكاثوليكية (١٢٩). وسخر منه الأخوة في باريس، وتقبل هو سخريتهم بصدر رحب.
وبعد ١٧٦٨ اعتاد كما هو الحال في الأديار، أن تقرأ عليه بعض الكتب التعبدية أثناء تناول الطعام. وكان لهذا الغرض يؤثر "عظات ماسيون" لأنه استطاع أن يقدر قيمة الأدب حتى ولو بقلم كاهن. وكان قد أشترك في الحملة ضد اليسوعيين، ولكن في ١٧٧٠ انظم إلى رابطة علمانية للأخوة الكبوشيين، وحصل من رئيس هذه الطائفة على لقب "الأب الدنيوي لطائفة الكبوشية في جكس"، وهي القرية التي كان فيها سيداً إقطاعياً. وكان فخوراً جداً بهذا التشريف، وكتب عنه عدة رسائل وقع على بعضها باسم "الأخ فولتير الكبوشي". وحياه فردريك قديساً جديداً في الكنيسة، ولكنه أبلغه أن السلطات الكنسية في رومة كانت قد أحرقت في نفس العام بعض أعمال الكبوشيين الحقيرة (١٣٠). وليس من اليسير أن نتبين أن تووده إلى الكنيسة كان مخلصاً أو أنه كان ترضيه لقصر فرساي، أو أنه كان بدافع الخوف من الحيلولة دون دفن رفاته في الأرض المخصصة لهذا الغرض، وهي شمل كل مقابر فرنسا. وربما لعبت هذه العوامل الثلاثة دوراً في الكوميديا المقدسة.
وفي تلك الأعوام الأخيرة ١٧٧٠ - ١٧٧٨ وقف قلمه على تفنيد الإلحاد لا مهاجمة المسيحية. وأضاف إلى مقال "الله" في القاموس الفلسفي فقرتين دحض فيهما "نظام الطبيعة" لدى هولباخ. وفي ١٧٧٢ دبج مقالاً رائعاً تحت عنوان "يجب أن نؤيد" وفيه دافع عن "الله والتسامح". واعترف لمدام تكر والدوقة دي شوازيل، والأمير البروسي فردريك وليم، وبخوفه