أصدر نشرة دورية تحت عنوان:"رسائل عن بعض كتاب هذا العصر" وتناول فيها فولتير بالنقد والتجريح أكثر من مرة. وقضى فريرون سني فقره سائقاً لعربة تجرها أربعة جياد … وزج به في سجن الباستيل ذات مرة لمدة ستة أسابيع لنقده راهباً من ذوي النفوذ. ولكنه حارب لمدة ثلاثين عاماً معركته الجبارة من الماضي. واستاء استياءً واضحاً من فولتير لأنه نصح فردريك بالعدول عن استخدامه مراسلاً له في باريس (٢٣). وفي ١٧٥٤ أصدر مجلة جديدة تحت اسم "السنة الدبية" التي حررها وكتب معظمها، ونشرها مرة كل عشرة أيام حتى ١٧٧٤.
وأعجب فريرون بتمسك بوسيه بالدين وبالطرق الفخمة والأسلوب الفخم في القرن التاسع عشر، وأحس بأن فهم الفلاسفة للتنظيم الاجتماعي ودعائم الفضيلة والأخلاق وركائز الإيمان فهم سطحي إلى حد معيب. "لم ينجب عصر مثل عصرنا هذا قط مثل هذا العدد الكبير من الكتاب المغوين مثيري الفتن الذي يركزون قواهم في التهجم على مقام إلا له، أنهم يسمون أنفسهم رسل الإنسانية، دون أن يدركوا أنه لا يلائم أي مواطن وأنه يسيء إلى الجنس البشري أبلغ إساءة أن يسلبوهم الآمال الوحيدة التي تهيئ لهم بعض التخفيف من متاعب الحياة. أنهم لا يدركون أنهم يقبلون النظام الاجتماعي، ويحرضون الفقراء على الأغنياء والضعفاء على الأقوياء، ويضعون الأسلحة في يد ملايين الناس الذين منعهم حتى الآن الوازع الأخلاقي والديني من اللجوء إلى العنف، وقدر ما يمنعهم القانون"(٢٤).
وتنبأ فريرون بأن هذا الهجوم على الدين سوف يقوض أركان الدولة، واستبق بجيل واحد تحذيرات ادموندبيرك: "أليس للكفر وهدم الدين أشد سخفاً وخطراً من التعصب للخرافة؟ أبدأ بالتسامح مع عقيدة آبائك. أنكم لا تتحدثون إلا عن التسامح .. أنا لا أنتمي إلى عصبة الروح الجميلة، ولا أنتمي إلى حزب الدين والفضيلة والشرف (٢٥).