وكان فريرون ناقداً لاذعاً، ولم يدخر وسعاً في تحطيم غرور الفلاسفة الحساس وجرح كبريائهم. وسخر من شدة تعنتهم وتعصبهم لآرائهم، ومن مزارع سيادة فولتير الإقطاعية باعتباره "كونت دي تورناي". ولما ردوا عليه فأسموه "وغداً متعصباً"، أنتقم هو منهم فقال إن ديدور منافق وإن جريم متملق الوجهاء الجانب، وأطلق على جماعة الكفار بأسرهم أسم عصبة "الأوغاد المحتالين والوضعاء الحمقى"(٢٦). وأنهم الموسوعيين بسرقة الرسوم الإيضاحية من كتاب Reaumur عن "النمل". وأنكروا هم هذه التهمة وأيدت أكاديمية العلوم هذا الإنكار، ولكن الحقائق أيدت الاتهام قيما بعد (٢٧). ولم يتصرف فريرون تصرفاً حسناً في "عودة إلى كالاس" إنه ذهب إلى أن الدولة أثبتت أن كالاس مذنب. وكتب أن فولتير لم يكن مدفوعاً في دغاعه عن كالاس بأي شعور إنساني قدر رغبته في لفت أنظار الرأي العام إلى وجوده هو-أي فولتير، وفي أن يجعل الناس يتحدثون عنه (٢٨). وأحبت الآنسة كليرون، وهي كاتبة مسرحية كبيرة، فولتير وزارته، ودأب فريرون على امتداح منافستها، وأبدى بعض ملاحظات على الحياة الخاصة غير الأخلاقية لممثلة بعينها. واستاء الممثلون من مزاعمه باعتباره تدخلاً غير كريم في أمورهم الشخصية. وحوض دوق ريشليو، وهو الذي يغتفر الزنى، لويس الخامس عشر على إعادة فريرون إلى الباستيل ثانية ولكن الملكة حصلت على عفو عنه "من أجل تقواه وبلائه الحسن في مناهضة الفلاسفة (٢٩) ". ولما قبض ترجو صديق الفلاسفة على زمام الأمور سحب رخصة مجلة السنة الأدبية (١٧٧٤) وتعزى فريرون بتناول الطعام الجيد، ومات بسبب أكلة شهية، وطلبت أرملته إلى فولتير أن يتبنى أبنته، ولكن فولتير رأى أن هذا إسراف في الشهامة.
ويقدر ما أساءت مجلدات فريرون الثلاثون إلى الفلاسفة، أساءت لفظة واحدة هي اللفظة الأخيرة في عنوان كتاب هجاء جاكوب نقولا مور "مذكرات جديدة لإيضاح تاريخ الكاكوواك Cacouacs". ويقول مورو