إن هؤلاء "الكاكوواك" جنس يكاد يكون من الحيوانات البشرية تحمل تحت ألسنتها أكياساً من السم، فإذا تكلمت أمتزج السم بالكلمات ولوث كل الهواء المحيط بها. واقتبس المؤلف الحاذق مقتطفات من ديدرو، ودالمبير وفولتير وروسو، وحاول أن يبرهن على أن هؤلاء الرجال كانوا حقاً يسمون أنفس الحياة، وأتهمهم بأنهم يرتكبون السيئات والشرور "لمجرد حبه للشرر وفرحهم بارتكابه"(٣٠) وسماهم ملحدين، فوضويي، لا خلاق لهم، أنانيين. ولكن لفظة الكاكوواك هي التي آلمتهم أشد الإيلام. إن هذا اللفظ أوحى بتنافر النغمات في صوت البط. وتهريج الثرثارين المجانين، وأحياناً (كما قصد بالكلمة) رائحة المراحيض. وكافح فولتير ليرد، ولكن من ذا الذي يستطيع أن يفند الرائحة؟
وتشجع المحافظون وشددوا من ضرباتهم. وفي ١٧٥٧ كسبوا جندياً جديداً طموحاً نشيطاً. فإن شارل باليسودي مونتيني كان قد زار فولتير في لي دليس (١٧٥٤) مع تقديم من تييرو على أنه "تلميذ صنعته مؤلفاتك"(٣١) وبعد ذلك بعام واحد مثل في نانسي ملهاة (كوميديا) تنتقد روسو بشكل لطيف، وفي باريس رعى وشجع الأميرة الشابة الورعة Robecq التي على الأقل صديقة دي شوازيل. وكان ديدرو الخبير في سوء السلوك قد عاب عليها خلقها في مقدمة كتابه "الابن الطبيعي" وربما نشر باليسو (١٧٥٧)، استرضاء لها، كتاب "رسائل صغيرة عن كبار الفلاسفة" انتقد فيه ديدرو بشدة، ولكنه امتدح فولتير. وفي ٢ مايو ١٧٦٠ قدم تحت رعاية الآنسة دي روبيك على المسرح الفرنسي الملهاة الرائعة في الموسم وأسمها "الفلاسفة". وكانت هذه بالنسبة لهلفشيوس وديدرو وروسو ما كانت مسرحية أرستوفان "السحب" بالنسبة لسقراط قبل ذلك بنحو ٢١٨٣ عاماً. صور فيها الفيلسوف المتحذلق فالير Valere الذي يشرح حب الغير في الأنانية للسيدة المثقفة ذات الاهتمامات الأدبية والفكرية سيد اليز Cidalise. وعرف جمهور المتفرجين