فيها بدأت بكلمة "عندما" وعلى سبيل المثال. "عندما يحظى إنسان بشرف الاستقبال في جمعية كريمة من رجال الأدب. فليس من الضروري أم يكون خطاب الاستقبال هجاء لرجال الأدب، لأن في هذا إساءة للجمعية وللجمهور. وعندما لا يكاد الإنسان يكون أدبياً إلا بشق النفس، ولا يكون على الأقل فيلسوفاً، فلا يجمل به أن يقول إن أدب أمتنا زائف وفلسفتها عقيمة … "
وهكذا في أسلوب غير رائع. ولكن موريليه أتبع هذه النشرة بنشرة أخرى كبيرة تكرر فيها لفظ "إذا" وسرعان ما صدرت بعد ذلك نشرة امتلأت بلفظة "لماذا" ثم أصدر فولتير نشرات متوالية زاخرة بالألفاظ: "من، الذي، نعم، لا لماذا"، وهرب بومبينان من هذه العاصفة إلى بلدته مونتويان، ولم يظهر قط في الأكاديمية ثانية. ولكنه عاد إلى الصراع في ١٧٧٢ بكتاب اسمه "الدين يثأر من الشكوكية بالشكوكية نفسها" وبسط وجهة نظره في أن المذهب المادي (المادية) لم يترك أي وازع للأخلاق والفضيلة، وإذا لم يكن هناك شيء جائز أو مرخص به، وكل ما نحتاجه هو أن نتملص من الشرطة. وتساءل المركيز: إذا لم يكن هناك إله فكيف تقنع الناس بأن يرضوا بوضع التبعية والخضوع الذي وضعتهم الجمهورية فيه (٣٤)؟
وقال الكاهن جالياني، الذي جاء من نابلي إلى باريس ١٧٦١، وتألق في الصالونات لمدة ثماني سنوات-الذين أحبوه-إن دعوة بعضهم إلى "إتباع الطبيعة" نصيحة مجنونة تهبط بالإنسان المتحضر إلى الوحشية والهمجية (٣٥) وإن شواهد التدبير الإلهي المقصود في الكون بارزة جلية (٣٦) وإن التشكك أدى إلى الفراغ العقلي واليأس الروحي:
"بسبب تنوير أنفسنا وجدنا فراغاً أكثر مما وجدنا امتلاء … وهذا الفراغ الذي ألح على أنفسنا وعلى خيالنا هو السبب الحقيقي في كآبتنا (٣٧) .. وبعد كل مل قيل وما عمل فالتشكك هو أعظم محاولة تبذلها روح الإنسان